أعلن أكثر من 30 قيادياً في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس رفضهم ممارسات الحكومة ضد المتظاهرين منددين بإطلاق الرصاص، وطالبوا في مذكرة موجهة إلى الرئيس عمر البشير بتعليق القرارات الاقتصادية الأخيرة مع إسناد ملف الإجراءات الاقتصادية لفريق اقتصادي مهني وطني، مع إيقاف قتل المتظاهرين باعتباره مخالفاً للشريعة الإسلامية.

وطبقا للمذكرة التي مهرت بأسماء 31 قياديا أبرزهم د.غازي صلاح الدين والعميد محمد إبراهيم عبد الكريم المعروف بـ( ود إبراهيم) بجانب الأمين العام السابق للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم حسن عثمان رزقي فإن حزمة الإجراءات الاقتصادية التي طبقتها الحكومة مؤخراً أحدثت آثاراً قاسية على المواطنين دون مبررات مقنعة، كما أنها لم تجز من المجلس الوطني ولم تعرض عليه أصلاً رغم اشتمالها على تعديلات أساسية في بند إيرادات الحكومة. ونصحت المذكرة التي تعد أول شرخ في جسم الحركة الإسلامية بفعل الاحتجاجات التي ضربت العاصمة والولايات منذ الاثنين الماضي، البشير بالتعامل مع تلك المطالب تعاملا حكيماً، وزادت "بيدكم درء الفتنة أو إثارتها، وإن مشروعية حكمكم لم تكن على المحك كما هي اليوم".

في هذه الأثناء، تجددت الاشتباكات بين الشرطة السودانية ومحتجين يطالبون برحيل الرئيس البشير، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق احتجاجات مناهضة للرئيس عمر البشير نظمها طلاب جامعيون وسط الخرطوم، ونظم طلاب في جامعة السودان وسط الخرطوم مظاهرة للتنديد برفع الدعم عن الوقود، والتعامل الأمني مع الاحتجاجات التي يشهدها السودان في الفترة الأخيرة، وانضم إليها الأهالي من المناطق المجاورة لحرم الجامعة.

وإثر محاولة قوات الشرطة تفريق المظاهرة بإطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع داخل الحرم الجامعي، قام المتظاهرون بالخروج من الجامعة وإضرام النيران في محطة وقود بالقرب منها. كما تمكنت قوات الدفاع المدني من إطفاء حريق شب في السوق الشعبي بالخرطوم، وتسبب في حرق 10 محال للفرش والسِّجاد، وذلك بعد أن تجددت الاحتجاجات جنوب الخرطوم.

وفي السياق قرر مجلس وزراء ولاية الخرطوم تمديد عطلة مدارس الولاية لمرحلتي الثانوي والأساس حتى التاسع عشر من أكتوبر المقبل، فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم عن تعديل التقويم المدرسي للعام الدراسي 2013م -2014.