أصدرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الأحد، بياناً بشأن قفل الكعبة المشرفة، حيث أوضح المتحدث الرسمي للرئاسة أحمد المنصوري أنه بناءً على المكانة الدينية للكعبة المشرفة وانطلاقاً من اهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - بالحرمين الشريفين وعنايتهم بكل ما يتعلق بهما، وحرصاً من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على إيضاح الحقيقة حول ما أثير عن قفل الكعبة المشرفة، فقد رغبت الرئاسة بيان ما يلي:

أولاً: أن طلب تغيير القفل كان نابعاً من السدنة لبيت الله الحرام حيث كان السادن السابق الشيخ عبد العزيز الشيبي - رحمه الله-، هو من طلب ذلك في خطابه المرفوع لخادم الحرمين الشريفين برقم 378/خ - وتاريخ 15/12/1429، بعد أن لوحظ يوم السبت الموافق 1/8/1429، عند فتح باب الكعبة المشرفة لغسيلها صعوبة فتح القفل لصدأه وقِدمه وتآكل شيء منه حيث مضى على تصنيعه أكثر من 30 عاماً مما استوجب صيانته بشكل عاجل، وتم نقله إلى إحدى الورش المتخصصة لصيانته لمدة اثنتي عشرة ساعة ثم إعادته إلى مكانه.

ثانياً: صدر الأمر السامي الكريم رقم 5496/ م ب وتاريخ 20/6/1430، لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بإجراء دراسة للموضوع من الناحية التقنية، وقام الفريق العلمي بدراسة القفل الحالي وأخذ المواصفات للوصول إلى ما يضمن صناعة قفل جديد يليق ببيت الله المعظم، وفي نفس الوقت يتصف بالقوة والمتانة بناءً على ما رفعه كبير السدنة من أن العمر الافتراضي للقفل قد انتهى، وأن الريش الخاصة به لا تعمل بالشكل المطلوب، ويحتاج الباب لقفل جديد من الذهب عيار 18، وزودت الرئاسة بصورة منه.

ثالثاً: جرى العمل على تصنيع القفل الجديد بناءً على الأمر السامي الكريم السابق وتم عمل تصميم النموذج الأولي للقفل من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بناءً على المعاينة السابقة للأقفال القديمة وبمتابعة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بحكم إشرافها على شؤون الحرمين الشريفين وتم تسليم المدينة الجهة المعنية عينة لقفل باب الكعبة وهو أحد الأقفال القديمة بناءً على التوجيه الكريم.

رابعاً: طلب الفريق العلمي المشكل من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية المعاينة لقفل باب الكعبة المشرفة للتأكد من المقاسات والمواصفات.

خامساً : تمت معاينة الفريق العلمي لقفل باب الكعبة يوم الخميس الموافق 6/11/1434 بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية علماً بأن القفل لم يفتح لأن المفتاح مع كبير سدنة بيت الله الحرام.

سادساً: تم الرفع لخادم الحرمين الشريفين بخطاب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رقم 209/1 - وتاريخ 10/11/1434هـ، لطلب التوجيه حيال تركيبه في مناسبة غسل الكعبة المشرفة مطلع العام القادم وذلك بحضور سدنة بيت الله الحرام.

سابعاً: إعمالاً للنصوص الشرعية المعلومة وما قامت عليه هذه الدولة المباركة من رعاية للحرمين الشريفين والعناية بهما وتطبيق شرع الله وما ورد في السنة النبوية المطهرة فسوف يجري تسليم المفتاح الجديد رسمياً لسدنة بيت الله الحرام عند التوجيه الكريم بتركيب القفل الجديد كما هو مقرر شرعاً.

ثامناً: تود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي التأكيد على أن عمال المسجد الحرام سدانة وسقاية ورفادة كلٌ لا يتجزأ حيث خص الله تعالى آل الشيبي بسدانة البيت ولم تزل الدولة رعاها الله توجه بالعناية والرعاية بسدنة هذا البيت وفي كل محفل في غسيل الكعبة يدعى سدنة البيت لفتحه والمشاركة في غسيله وتتولى الرئاسة العامة الإشراف على نظافة الحرمين الشريفين والسقاية فيهما وتوفير المناخ التعبدي لقاصديهما وقد تجرد قائد هذه البلاد من أعلى المناصب والمناقب واختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين تأكيداً على رعاية هذه المقدسات والعناية بها .

تاسعاً: نظراً لمكانة الحرمين الشريفين وأهميتهما وقدسيتهما وما ينبغي لهما من الآداب والوقار والهيبة، فإن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تدعو الجميع للتثبت مما يثار حولهما وتوخي الحقيقة وأخذ الأخبار من الجهات الموثوقة وعدم استثارة الرأي العام حولهما والانصياع وراء ما يثار من الشائعات والتهويل والمبالغات مما هو بعيد عن الحقيقة .

عاشراً: تثمن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي دور القيادة الحكيمة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - وما يخصون به الحرمين الشريفين وسدنة بيت الله الحرام من مزيد الرعاية وكريم العناية، سائلةً الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على ما قدم ويقدم للحرمين الشريفين ويجعل ذلك في صحائف أعماله وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين إنه سميع مجيب.