أقر المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمس، خارطة طريق لتفكيك الترسانة الكيماوية السورية، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة. وقال مايكل لوهان في مؤتمر بلاهاي "بعد تعثر أخير في اللحظات الأخيرة، اجتمع مجلسنا التنفيذي وأقر أمس قرارا بشأن برنامج معجل لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإتلاف الأسلحة الكيميائية السورية". وتم إدخال تعديل "طفيف" في اللحظات الأخيرة على خارطة الطريق التي تسرب مضمونها إلى الصحافة قبل الاجتماع، إلا أن هذا التعديل لا يطال المهل المحددة، بينها التدمير الكامل للترسانة الكيميائية بحلول أواسط عام 2014. وأضاف "نتوقع وصول فريق على الأرض إلى سورية بحلول الأسبوع المقبل". وينص القرار أيضا على إجراء عمليات تفتيش على الأراضي السورية اعتبارا من الثلاثاء على أبعد تقدير وإمكانية تفتيش مواقع غير واردة في لائحة المواقع التي قدمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 19 سبتمبر.
وكان مجلس الأمن أقر قرارا هو الأول الذي يصدره بشأن سورية، يلزم نظام الرئيس بشار الأسد بإزالة كافة أسلحته الكيماوية خلال أقل من سنة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعيد تبني القرار "أنجز المجتمع الدولي مهمته، هذه بارقة الأمل الأولى في سورية منذ زمن طويل"، معلنا في الوقت نفسه عقد مؤتمر سلام حول سورية في منتصف نوفمبر المقبل في جنيف. وينص القرار على إمكان فرض عقوبات من مجلس الأمن لكنها لن تكون تلقائية بل سيتعين صدور قرار ثان، ما يترك في هذه الحالة أمام موسكو إمكانية التعطيل.
ويأتي القرار بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف في منتصف سبتمبر الجاري لتجنب تدخل عسكري بسورية هددت به واشنطن وباريس ردا على هجوم بالسلاح الكيميائي في 21 أغسطس في ريف دمشق اتهم النظام به.
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس القرار وأخذت عليه أنه لم ينصف ضحايا النزاع. وقال مندوب هيومن رايتس ووتش لدى الأمم المتحدة فيليب بولوبيون إن "هذا القرار لم ينجح في إنصاف مئات الأطفال الذين قضوا بالغاز ولم يتخذ موقفا من الجرائم الكثيرة الخطيرة الأخرى".
وفي بروكسل، اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أن القرار يمثل "خطوة كبيرة نحو رد دولي موحد ودائم" حيال الأزمة السورية.
من جهة أخرى، أرجع الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور خالد الدخيل، الموقف الروسي المتصلب تجاه الأحداث السورية إلى خشيتها من "المد الإسلامي"، مشيرا إلى أنه لو نجحت الثورة بسورية واستولى الإسلاميون على الحكم سيعطي ذلك زخما كبيرا للمد، لا سيما وأن روسيا عانت مع الشيشان وأفغانستان، كما أنها محاطة بدول الاتحاد السوفيتي السابق وأكثر سكانها مسلمون.
وتصور الدكتور الدخيل خلال ندوة بعنوان "سورية وأحداث المنطقة" ألقاها بـ"سبتية الجاسر" أمس، أن إيران مستعدة الآن للتخلي عن بشار، بشرط أن يتم التوصل إلى تسوية تحافظ على جزء من النظام، وألا يكون النظام الجديد معاديا لها، فضلا عن أنها لا تستطيع أن تخسر سورية خوفا من انهيار الوضع الإيراني في المنطقة، ولذلك تعتبر ذلك حياة أو موتا.
وحول ما تضمنه قرار مجلس الأمن بأن تتوقف كافة الدول عن دعم المعارضة والجماعات المسلحة، كما شرح ذلك مندوب النظام، قال الدخيل إن هذه تمنيات فقط.