تكشفت معلومات جديدة حيال قضية اتهام دورية تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمطاردة شقيقين في الرياض، ونتج عنها وفاتهما "أحدهما إكلينيكيا".

وعلمت "الوطن" من مصادر مقربة من الأسرة المتضررة، أن قائمة المشتبه بهم الذين تم القبض عليهم، تضم عدة أشخاص، من بينهم سائق سيارة أجرة، يعتقد بارتطام مركبته بسيارة الضحيتين، موضحة أن نتائج التحاليل الطبية دحضت الادعاءات بأن الشابين كانا تحت تأثير "المسكر"، وسط تحرك عائلي لرفع قضية ضد مدعي تعاطي الكحول.

وبينما عدّ الناطق الرسمي لشرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان، عدم منطقية السماح لأسرة الضحيتين بزيارة المتهمين لأسباب أمنية، قال والد الضحيتين غزاي بن صلال القوس لـ"الوطن" أمس، إنهم لن يتنازلوا قيد أنملة عن قضيتهم، حتى لو قدم إليهم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مضيفا: "أهلا برئيس الهيئة معزيا ومواسيا، إلا أن الهيئة حتى الآن لم تأت إلينا سواء للعزاء أو الحديث عن القضية".




كشفت مصادر مقربة لأسرة المتوفى ناصر القوس، في حادث مطاردة إحدى دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اليوم الوطني، لـ"الوطن" أن قائمة المشتبه بهم، الذين تم القبض عليهم هم عدة أشخاص، من بينهم سائق سيارة أجرة، لافتين إلى أن المتهمين أفادوا بأن سائق الأجرة هو من ارتطم بسيارة الضحية، في حين أكدت شرطة الرياض أنه لا يحق زيارة المتهمين في المطاردة لأسباب أمنية.

وأوضح أحد المقربين من أسرة الضحية، أن المتهمين تشتت أقوالهم بين أن الضحية وأخاه الذي توفي إكلينيكيا أول من أمس، كانا تحت تأثير المسكر، وأن سيارة الأجرة هي من اصطدمت بمركبة الضحية، فيما أثبتت نتائج التحاليل خلو دم الشقيقين من أي مسكر، لافتا إلى أن مركبة الهيئة كان عليها أثار ارتطام من خلال "الدعامات" المزودة بالمركبة، والتي كانت متهشمة.

وأبلغ أحد أفراد عائلة الضحية أن شرطة الرياض رفضت طلبه لزيارة المتهمين، فيما أكد والد الضحية غزاي القوس لـ"الوطن"، أنهم لن يتنازلوا قيد أنملة عن قضيتهم، حتى لو جاء بذلك الطلب رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال "أهلا برئيسها زائرا" قاصدا بذلك تقديم واجب العزاء، مبينا أن الهيئة حتى الآن لم تأت إليهم لأي سبب سواء كان للعزاء أو الحديث عن القضية.

من جهة أخرى، أكد مدير شعبة العلاقات والمراسم والناطق الرسمي في شرطة منطقة الرياض العقيد فواز الميمان لـ"الوطن"، أنه من الطبيعي والمنطقي عدم السماح لأسرة الضحية بزيارة المتهمين لأي سبب، ولا يوجد مبرر للزيارة، وقال "كيف نسمح بزيارة أسرة الضحية وهم مقتنعون أن المتهمين هم القاتلون"، مبينا أن منع الزيارة يأتي لأسباب أمنية ولا يمكن السماح بذلك، إذ إن نتائج التحقيقات مستمرة من خلال اللجنة المكونة.

وأوضح أن نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله، صرح في وقت سابق عن الآلية المتبعة في هذه القضية، ولا يوجد أي سبب للزيارة؛ لأن هناك اللجنة المختصة في متابعة القضية والتحقيق فيها، وهي التي تقرر في مجريات الحادثة.

إلى ذلك كشف شقيق المتوفى، سعد القوس لـ"الوطن" أنه وعائلته يعتزمون رفع قضية قذف وتشويه سمعة ضد بعض الإعلاميين والأشخاص، الذين ادعوا تعاطي الأخوين سعد وناصر الكحول أثناء مطاردة دورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهما، مما تسبب في صدم الدورية لسيارتهما وانقلابها.

وأوضح سعد أنهم بصدد اتفاق شبه نهائي مع المحامي الدكتور الوهيبي، لتبني ملف القضية قانونيا، بعد أن أعلن الوهيبي في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنه متكفل بتبني القضية "دون مقابل"، والذي تضمن أيضا دعوة زملائه المحامين بتشكيل مجلس لتوزيع المهام بشكل رسمي، مشيرا إلى اتصال هاتفي جرى مع المحامي لتنسيق زيارة لرئيس الهيئة، ولكنه لم يحضر حتى الآن.

وبخصوص جثة المتوفى ناصر 24 عاما، قال القوس، إنهم يحترمون الإجراءات الأمنية وتحفظهم على الجثة بغرض التشريح لحين انتهاء إجراءات معينة، مستدركا: "نحن نتمنى استلام جثة ناصر ودفنها إكراما له".