أروى الزهراني
المتلقي هو الشخص الذي عندما يستمع إلى حديث يجب أن تكون لديه فكرة واسعة عما يستمع إليه، وإذا لم يكوّن فكرة بما يكفي لقناعته الكاملة فإنه سوف يتيه في عقول المتحدثين.
ففي المجتمعات الواعية يتم تعليم الطفل منذ نعومة أظافره كيف يفكر ويستخدم عقله بتكوين نفسه ورأيه وشخصيته، وحواره ومناقشته حول ما يستهويه من مواضيع ولماذا اختارها لتحفيز عقله وآرائه ومدى اقتناعه بها.
للأسف أصبح من يعبر عن رأيه يحارب بدل من أن يدعم، وتتكالب عليه التهم لإسكاته، ومحاولة تشويه صورته والتشكيك بأهدافه لأسباب لا تبدو منطقية.
يجب إدراك خطورة إسكات بعض الناس لآراء من هم يخالفونهم بالرأي، فليس من العدل والإنصاف أن نجعل تمسك البعض بآرائهم لمجرد اعتيادهم عليها يعطي مفعولها السلبي على المجتمع.
فما إن يبدأ منع أحد من إبداء رأيه أو عدم تقبله ونقاشه حتى تتحول تلك الكلمات إلى سلوك وتصرفات يومية تمارس، لأنها لم تأخذ مجراها الطبيعي بالحديث.
فمتى سنبدأ بأخذ ردات فعل تجاه معطياتنا ومتى ستنتهي ثقافة التلقي والسمع والطاعة وتحل ثقافة تصدير الأفكار وإخراجها من قوقعتها وتهذيبها ليعيش الناس فيما بينهم باطمئنان رغم اختلافهم يتقبلون بعضهم بعضا.