توقعت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق حول استخدام السلاح الكيماوي في سورية الانتهاء من عملها بعد غد، أي قبل يوم واحد من بدء عمل الخبراء الدوليين المكلفين بالتحقق من مخزون السلاح الكيماوي السوري تمهيدا للتخلص منه. وقال بيان صادر عن البعثة من دمشق أمس "يتوقع فريق المحققين التابع للأمم المتحدة، والذي عاد إلى سورية في زيارة عمل ثانية يوم الأربعاء الماضي أن ينتهي من أنشطته في البلاد بحلول بعد غد الثلاثين من الشهر الجاري". وكان الفريق الدولي قد عاد إلى دمشق لمواصلة التحقيق في 7 حالات استخدام مزعوم لأسلحة كيماوية أو بيولوجية، من بينها 3 حوادث قرب دمشق بعد هجوم 21 أغسطس الماضي، الذي دفع الولايات المتحدة للتفكير في توجيه ضربات عسكرية للقوات السورية. وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون قد قالوا إن التقرير الذي أصدره الفريق الأممي عقب انتهاء عمليات التفتيش في المرحلة الأولى أظهر أن دمشق كانت وراء الهجوم الذي شهدته مناطق في ريفي العاصمة دمشق. وأشار التقرير في حيثياته إلى احتمال وقوع هجوم آخر في مارس الماضي في بلدة خان العسل، إذ أكدت تقارير أن النظام استخدم هذا السلاح الفتاك، مما أدى إلى مقتل 25 شخصا. إضافة إلى واقعتين أخريين حدثتا في وقت سابق هذا العام ووقعتا في شهر أبريل الماضي، إحداهما في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب والأخرى في بلدة سراقب في محافظة إدلب الشمالية.
وكان المفتشون قد باشروا مهامهم فور وصولهم الأراضي السورية، إذ غادروا الفندق الذي يقيمون فيه بدمشق أول من أمس؛ للقيام بزيارة ميدانية لمواصلة تحقيقاتهم في مزاعم باستخدام أسلحة كيماوية. ورغم إحاطة الفريق لتحركاته بالسرية المطلقة، إلا أن مصدرا مطلعا قال إن الفريق زار موقعا سبق أن أجرى فيه تحقيقاته خلال زيارته السابقة الشهر الماضي. وغادرت ثلاث سيارات تابعة للأمم المتحدة، تقل أعضاء من الفريق التابع للمنظمة الدولية بينهم رئيس الفريق اكي سيلستروم. وأكد المفتشون في تقريرهم الماضي أن غاز السارين استخدم في هجوم بدمشق قتل فيه أكثر من 1400 شخص معظمهم من النساء والأطفال في الحادي والعشرين من شهر أغسطس الماضي. وكان المفتشون موجودين في دمشق وقت وقوع الهجوم يستعدون للتحقيق في 3 وقائع سابقة يشتبه أن أسلحة كيماوية استخدمت فيها. وقالت القوى الغربية إن تقرير المفتشين لم يترك مجالا يذكر للشك في أن قوات النظام هي المسؤولة عن الهجوم. إلا أن روسيا انتقدت التقرير بشدة وقالت إنه "انتقائي ومتحيز، ويحمل تصورات مسبقة"، وأشارت إلى أنه لم يقدم دليلا دامغا على أن قوات الأسد هي المسؤولة. وقد ردت الأمم المتحدة على تلك الاتهامات وفندتها بشدة، كما رفضت التشكيك في حيادية ومهنية الفريق الأممي.