رغم مرور نحو تسعة أعوام على بداية الابتعاث، إلا أن قضية "المرافق" ما زالت تثير جدلاً واسعاً في أوساط العائلات التي تسعى لإلحاق فتياتها للبرنامج، عن هذا الموضوع أعدت المبتعثة في بريطانيا مريم الميرابي، تقريرا نشرته صحيفة "MVR"، حصرت من خلاله أبرز القضايا التي تلمس فئة المرافقين.
يذكر التقرير أن "الدراسة في الغربة تستمر لعدة سنوات تطول أو تقصر، ومع زيادة عدد المبتعثات يزداد عدد المرافقين معهن، وذلك تحقيقاً لأحد شروط الدراسة في الخارج، ووفقاً لذلك وضعت الميرابي استبياناً للتعرف على كيفية استفادة المرافقين من فترة وجودهم في بلدان الابتعاث، وأجاب أغلبهم بأنهم استفادوا بدراسة اللغة، والدورات التدريبية، وكان أصعب ما واجههم هو محدودية المكافأة المخصصة لهم، والعناية بالأطفال، في حين قال بعضهم إنهم لم يستفيدوا أي شيء، بل تعرضوا للديون والمتاعب دون فائدة.
وعن الدورات التدريبية، أشارت الميرابي إلى أن 22% ممن استطلعت آراؤهم استفادوا من مرافقتهم للمبتعثة بالالتحاق بالدورات التدريبية، والاستفادة من أوقات الفراغ، حيث يعقد الكثير من المختصين للطلبة والمرافقين والزوار من مختلف الأعمار دورات تطويرية وتدريبية بشهادات معتمدة، في عدة مجالات منها علوم الكمبيوتر، وتطوير الشخصية، وعدد منها يهتم بالنواحي الاجتماعية، والنفسية.
ووفقا للتقرير استفاد 30? من هذه الفرصة لإشباع هواية السفر، والسياحة، حيث أصبحت مرافَقَة المبتعثة فرصة كبيرة لهواة السفر، والتعرف على الحضارات العريقة في البلد المستضيف، أو الدول المجاورة.
ونوهت الميرابي في تقريرها إلى أن مجموعة كبيرة من المبتعثين استفادوا من دراسة اللغة إذ اعتبروها من المميزات مرافقة المبتعثة لبلد الدراسة، من خلال منح المرافق الحرية الكاملة خلال فترة دراسة الطالبة.
وأوضحت نتائج الاستبيان أن كثيرا من المرافقين لا يزالون في مقتبل العمر، ولديهم الرغبة الشديدة لتعلم اللغة، والالتحاق بالبعثة للالتحاق بجامعات خارجية، مشيرة إلى أن 36% من المبحوثين ذكروا "دراسة اللغة" كمنجز من منجزات المرافقة، لافتين إلى أن الملحقيات الثقافية سهلت إجراءات دراسة المرافق في معاهد اللغة بشروط معينة، وكلما زادت مدة دراسة المبتعثة، تزداد فائدة المرافق، وتزيد فرصته في إكمال الدراسة الأكاديمية بمختلف مراحلها.
وعن الصعوبات التي يواجهها المرافقون، أكدت الميرابي أن رعاية الأبناء والمكافآت هي أكبرها، كونها لا تسد الحاجة اليومية، وعبر أحد المرافقين عن معاناته، وقال إنه يحرص كثيراً على توفير جو دراسي هادئ للمبتعثة، حتى تستطيع تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله. فيما قال آخر: "إن المكافأة التي تصرف لي ولأبنائي مع المبتعثة لا تكفي لتوفير المستلزمات اليومية"، وأشار آخر إلى أنه خسر وظيفته.
ووصفت الدراسة من ذكروا أنهم لم يجنوا أي فائدة من مرافقة المبتعثة، بـ"القلة"، فهم لم يدرسوا خلال هذه الفترة، علاوة على أنهم تخلوا عن وظائفهم، وفي العائلات كان المستفيد الأكبر هم الأبناء، حيث يظهرون حرصا كبيرا على الاستفادة من العلوم المختلفة والثقافات واللغة، بمجرد مخالطتهم مع المواطنين، وتلجأ كثير من العائلات إلى إلحاق أطفالها بحضانات متطورة.