تصاعدت حدة الاتهامات الموجهة إلى النائب السابق للرئيس المصري للشؤون الخارجية الدكتور محمد البرادعي، بشأن محاولته إعادة جماعة الإخوان المسلمين إلى الساحة السياسية، حيث وجَّه وكيل جهاز المخابرات السابق اللواء ثروت جودة اتهامات للبرادعي، مؤكداً أنه اجتمع مع عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين منها أمين عام الجماعة الدكتور محمود حسين، وعضو التنظيم العالمي للجماعة يوسف ندا، والقيادي بالجماعة إبراهيم منير، وأضاف جودة في تصريحات له أمس أن "اللقاء تم يوم 16 سبتمبر السابق، بناءً على طلب قيادات جماعة الإخوان، وأن أنصار الدكتور البرادعي يعملون حالياً على تعطيل عملية كتابة تعديلات الدستور داخل لجنة الخمسين، كما يعمل هو على تحريك الرأي العام لصالح الإخوان حتى يتمكنوا من العودة إلى الساحة السياسية مرة أخرى".

من جهته، قال الناشط السياسي حازم عبد العظيم "ينبغي على الدكتور البرادعي أن يفصح عن حلوله السياسية، وأن يعلن صراحة عن رؤيته للأزمة المصرية بكل وضوح، وأن يعلن قبل ذلك عن الأسباب التي دفعته للتقدم باستقالته من منصبه بدلاً من التحريض على كراهية الدولة".

في المقابل، نفى المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور خالد داود ما نقل حول اللقاء وقال "هذا كلام باطل لا أساس له من الصحة، والدكتور البرادعي يتعرض لحملة تشويه، فالرجل كان من أبرز الداعمين لمظاهرات 30 يونيو الماضي التي انتهت بعزل الرئيس محمد مرسي، كما كان ضمن الرموز الوطنية التي توافقت على خريطة الطريق في 3 من يوليو الماضي، وسوف نلاحق من روجوا لهذا الحديث العاري تماماً عن الصحة، خاصة وأن البرادعي كان قد أجرى مكالمة هاتفية مع نائب رئيس حزب الدستور، شكري فؤاد، أكد له خلالها أن عمله في مصر أصبح خارج أي إطار رسمي، وأن لديه ارتباطات دولية أخرى تتعلق بالبيئة والتنمية، وهناك بعض وسائل الإعلام التي تنتمي للفلول، والتي تشن حملات تشويه وتضليل ضد الرجل". في سياق منفصل، واصل الجيش والشرطة المصرية أمس، الحملة الأمنية التي تنتظم عدة قرى ومناطق في شمال سيناء، وخاصة في قرى رفح والشيخ زويد والعريش، حيث شوهدت طائرات الجيش العسكرية وهي تقصف عدة أماكن في تلك القرى، كما داهمت قوات برية مدعومة بالمجنزرات والمصفحات- القرى الحدودية- في الظهير والمهدية والمقاطعة والتومة، بينما قصفت الطائرات بعض المناطق الصحراوية، فيما لاحقت مروحيات الجيش عناصر تابعة للجماعات المسلحة، وذلك استعداداً لشن حملات ومداهمات في مناطق وسط سيناء، وخاصة مناطق جبل الحلال بعد توارد أنباء حول احتماء وهروب المسلحين إلى المناطق الجبلية المتاخمة. وكانت السلطات المصرية قد بدأت حملة عسكرية واسعة النطاق على شبه جزيرة سيناء التي شهدت تصاعداً كبيراً في العمليات الإرهابية، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي.