تزاوج الكائنات الحية سنة كونية لاستمرار الحياة وضمان توازنها حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وقد أنعم الله على البشر وميزهم عن بقية مخلوقاته بالتفكير والتدبر الذي يؤهلهم لوضع تشريعات وقوانين تسهل حياتهم وتسبغ على حاجاتهم الفطرية الطابع الأخلاقي رغم أنهم يشتركون مع جميع الكائنات في الغرائز الثلاث وهي الطعام والنوم والتناسل.
فمثلاً عقد النكاح يكتسب شرعيته حين تكتمل متطلباته الشرعية من شهود وصداق ليصبح الفرق واضحاً بين زواج البشر وتزاوج الحيوانات، كما أن آداب الطعام تظهر أيضاً الفرق بين إطعام البشر وإعلاف الحيوانات.
وإذا ركزنا على الزواج تحديداً سنجد أن البشر يسرفون في حق أنفسهم حين يضربون الأمثال بالحيوانات ومن تلك الأمثال قولهم: (يموت العازب ميتة الكلب، أما المتزوج فيعيش عيشته)، رغم أنك قد تجد عازباً يقول: (أنا كالصقر أحلّق وحيداً).
وإذا أرادوا ضرب المثل على الترابط الأسري فهم يقولون: إن البط يعيش في جماعات ويطفو على الماء بالترتيب السني وفق موقع كل فرد في الأسرة، وهذا مثل ما يفعله البشر، حيث تجد في الأصول المتبعة في كل أسرة أن تكون لدى أفرادها قواعد تنظم موقع الجلوس في الموائد من الأكبر إلى الأصغر.
الزبدة: هل العقل الذي يميز البشر هو الذي يدفع بعضهم إلى تقليد الحيوانات؟ أم أن حرمان الحيوانات من العقل جعلها تحجم عن تقليد البشر؟!