انتهج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، الذي يعرف اختصاراً باسم "داعش"، استقطاب مقاتلين سوريين من المناهضين لنظام الأسد في سورية، عبر صرف مرتباتٍ شهرية للمقاتل، لا تتجاوز 250 دولارا أميركيا للقتال إلى جانبها، لمحاولة فرض سيطرتها على المناطق الشرقية والشمالية من سورية. وفي تفاصيل المعلومات التي حصلت عليها "الوطن" من مصادرها، فإن التنظيم الذي يسيطر في الغالب على أجزاء من سورية شمالاً، يرتبط بمن وصفتهم المصادر بـ"متعاطفين" داخل العراق يتولون مسؤولية تمويله، بالمال، والسلاح، وإطعام المقاتلين المُندرجين تحت لوائه. وقالت المصادر: "الكثير من المقاتلين المندرجين مع جبهة النصرة، ممن فكروا بالانضمام إلى "داعش"، ذهبوا له ليس من باب الإيمان بمرتكزات التنظيم أو أهدافه، بل فروا جوعاً، وسعياً للحصول على المال، لإطعام أطفالهم"، طبقاً لتعبير المصادر.

وتجد الدول الداعمة للثورة السورية، خشيةً من تسليح البعض من الكتائب، خشية وصول السلاح لمن يوصفون بـ"اليد الخطأ"، ويُعنى بذلك "جبهة النصرة"، التي يتصف غالب مقاتليها بـ"التشدد دينياً"، وهو ما يتلاءم مع تشدد تنظيمات أخرى، كداعش على سبيل المثال، الذي قالت مصادر لـ"الوطن" ذات يوم، إن التنظيم مُخترق من قبل أجهزة مخابرات، دسّت بعض عناصرها في التنظيم، لخدمة أجندتها في الحرب الدائرة على الأراضي السورية.

ويواجه مقاتلو الجيش السوري الحر، مقاتلي تنظيم داعش بعد اشتعال فتيلٍ الأسبوع الماضي، بسبب تحفظ التنظيم على بعض مقاتلي الجيش الحر، إضافة إلى وضع يده على أحد المنافذ الحدودية الشرقية لسورية، وهو ما قاد الحر إلى إمهال التنظيم مدة معينة، لإطلاق سراح المقاتلين. وأخذت المصادر على نفسها، التحذير من تنامي ما وصفته بالتطرف من الجانبين، أي ممن يقاتلون لإزالة نظام الأسد من سُدة حكم سورية، والمقاتلين الآخرين الذين يقاتلون في سورية، دفاعاً عن نظامها. وقالت في هذا الصدد "علينا أن ندرك أن التطرف ربما يتنامى عبر طرفين، الأول هو تنامي هذه الظاهرة في صفوف ما يعرف بداعش أو التنظيمات التي تنتهج ذات الفكر، والطرف الآخر هو الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، فهذان الطرفان هما وجهان لعملة واحدة، وعلينا أن لا نغفل ذلك". وتساءلت المصادر "ما الذي يقود الميليشيات الشيعية، ومرتزقة إيران وحزب الله إلى القتال في سورية غير التطرف الديني؟ كلا الجانبين يرتكزان على مبادئ أيديولوجية الكثير منها مُتشدد، سواء في الطرف الداعم للنظام، أم المناهض له". وحذّرت في ذات الوقت مما وصفتهم بـ"المتعاطفين بحسن نية" مع تلك الميليشيات، التي تعمد على القتال بناءً على قناعة دينية متشددة في الغالب".