توحي كلمة الدوريات الكروية لدى غالبية الجماهير، أن الأمر يتعلق بمسابقات كبرى حول العالم، وتشير مثلاً إلى "البوندسليجا" الألماني، حيث يسير بايرن ميونيخ بخطوات ثابتة، أو إلى "الليجا" الإسباني الذي يشهد تألق رونالدو وميسي وغيرهما، لكن بعيداً عن النجوم ممن يبهرون الجماهير بمهاراتهم الكروية الخارقة، أثبت عجائز كرة القدم في جنوب أفريقيا أن المرء حتى وإن تجاوز الـ80 سنة، فإنه لا يكون عجوزاً على ارتداء الحذاء الكروي ومداعبة الساحرة المستديرة، وأنه بإمكان المرء أن يجد طريقه على المستطيل الأخضر وهو فاقد لنعمة البصر.. إنها روعة "اللعبة الجميلة" التي يكشفها موقع "فيفا" في رحلة إلى دوريات كروية عالمية من نوع مختلف تثبت أن الكرة أكبر من كونها رياضة فحسب.
فريق "الجدات"
هل النساء، يفوتهن القطار حقاًّ في الأربعين؟ لا شك أن هذا القول يفقد معناه هنا كلياً، فعندما عرفت الجنوب أفريقية "بيكا نتسانويسي" أنها مصابة بالسرطان زارت عددا من المستشفيات للعلاج، لكن التعامل معها أثار استياءها بشكل كبير، ومن هنا جاءتها فكرة أن القيام بنشاط بدني منتظم يمكن أن يكون مفيداً للغاية للتعافي، فأنشأت "نتسانويسي" عام 2005 فريق "فاكيجولا فاكيجولا"، ما يعني باللغة المحلية "الجدات الجدات"، من أجل مساعدة النساء المسنات على الحفاظ على صحتهن ورشاقتهن، حيث تلعب السيدات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و80 سنة، الكرة مرتين في الأسبوع مرتديات المآزر والتنورات. ومع مرور السنوات أسست "نتسانويسي" سبعة فرق أخرى يتواجهن في دوري يسمى "الثمانية الكبار" مرتين في السنة.
آذان مبصرة
في بعض الأحيان يقول المرء منتقداً مهاجماً على إهداره فرصة مواتية أمام مرمى الخصم بوضع الكرة بعيداً عن الشباك "إنه أعمى بالفعل"، لكن هذه العبارة تصبح عبثية عند استخدامها في دوري المكفوفين الكروي في ألمانيا، حيث تتنافس 9 فرق من أجل التتويج باللقب.
ففي كرة القدم الخاصة بالمكفوفين، يضم الفريق 4 لاعبين إلى جانب حارس مرمى يملك نعمة البصر، وتلعب المباريات في ملعب مشابه لملعب كرة قدم الصالات، كما أنه محدد بشريطين يدخلان في نطاق اللعب، وتختلف الكرة التي يلعب بها اللاعبون المكفوفون بوضوح عن الكرة "العادية"، فهي أصغر قليلاً رغم أن وزنها أكبر قليلاً، وتحتوي على أجراس، ففي نهاية الأمر يتعين على اللاعبين واللاعبات الاعتماد كلياًّ على آذانهم.
مونديال المشردين
منطقة سكنية كبيرة، هو جل ما يمكن أن يحلم به المشاركون في دوري المشردين السويسري، الذي تشرف عليه منظمة "سوربرايز شتراسنسبورت" وهو خاص بالمشردين والمعوزين اجتماعياً، ويمكن للاعبي كرة قدم الشوارع ليس فقط إظهار مؤهلاتهم الكروية، بل أيضا الانضمام لمنتخباتهم الوطنية، وبالتالي المشاركة في نهائيات كأس العالم للمشردين. ففي النسخة الأخيرة من هذه البطولة التي أقيمت في بولندا، عرض حوالي 56 فريقاً قدراتهم الكروية على الجماهير الحاضرة.