واصلت عدد من المؤسسات الثقافية فعالياتها المتنوعة احتفاء بذكرى اليوم الوطني، ما بين أمسيات شعرية، وندوات ومحاضرات. ففي أبها، أحيا 20 شاعرا وشاعرة مساء أول من أمس، أمسية شعرية بعنوان "الوطن في عيون شعراء عسير"، تغنوا فيها بالوطن وأمجاده، وبملحمة التوحيد التي تحققت على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ، وبدأ الأمسية أحمد مطاعن، بقصيدة وصفية ربطت بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتناولت مرحلة التوحيد.

وفي الباحة حرّضت أمسية الاحتفال باليوم الوطني في فرع جمعية الثقافة والفنون بالباحة المشاركين على الدخول في حوارٍ حول المواطنة، بدأه المؤرخ محمد ربيع الغامدي، بتساؤل حول إحجام البعض عن المشاركة في المناسبات الوطنية واجتراح التعليلات التقليدية لتبرير تهرّبهم من واجب وطني يفرض على كل مواطن أن يظهر فرحه بمناسبة اليوم الوطني، اعترافاً بفضل الوطن والدولة فيما وصلنا إليه، مبدياً أسفه من انتساب بعض المحجمين عن هذه المناسبة إلى النخبة المثقفة واصفاً عقلياتهم بالقاصرة عن وعي ما كنا وما أصبحنا عليه بعد وحدتنا، فيما أكد الدكتور سعيد الجعيدي، على أن طموح النخب المثقفة في السعودية تتجاوز الاحتفال الشكلي إلى المضامين، مشيراً إلى أن فتح النقاش حول ما تم إنجازه وما يفترض إنجازه من مشاريع وطنية وإصلاحية، جزء من أدبيات المواطنة الحقّة، مضيفاً أنه لا يقدح في انتماء المواطن لوطنه كونه ينتقد أو يتحفظ على السلبيات، وذهب أستاذ اللسانيات في جامعة الباحة الدكتور جمعان بن عبدالكريم، إلى أن بناء الإنسان الحقيقي هو أعظم منجز تفتخر به الأوطان، لافتاً إلى أن الموضوعية تحتّم علينا في يوم الوطن إلى مناقشة السلبيات وكيفية تلافيها وتجاوزها. واختتم الحوار مدير الفرع على البيضاني بقوله "الجمعية منبر للحوار إلا أن الآراء تعبّر عن قناعات أصحابها لا عن وجهة نظر المؤسسة كون دور الجمعية إتاحة المنبر للمثقفين للحوار وتقديم نتاجهم دون حجر على أحد.

ولم تغب التحايا والتبريكات للوطن وقيادته في عيده الثالث والثمانين عن قصائد الشعراء إذ ألقى الشاعر غرم الله الصقاعي، نصين "أتعرفُ أم أنت لا تعرفُ" و"عاشقة تهوى ولا تخون"، فيما خاض الشاعر عبدالعزيز أبو لسّه، غمار التجريب في نصوص ومقاطع محتشدة بالمكابدات والشجن، وناشدت الشاعرة (برد الرياض) الملك عبدالله تمكين المرأة من العمل في القضاء كونها أقدر على تفهّم وضع المرأة ومعاناتها واستيعاب خصوصيتها من خلال نص أبي الملك ومنه "بكلمتك رفعت المره وخليتها فُلّة، أخت الرجال اليوم ترقى معاليها، باقي القضا يكتسي بها حُلّة، ومن نصوص الشرع يبدأ تجليها"، وشارك سعيّد العلياني، ومحمد المرطان، وسامي الغامدي، وعلي خميس، ومداوس علي، وعلي الرباعي، بنصوص راوحت بين التفعيلي والشعبي. فيما نثر أكثر من 20 شابًا وفتاة إبداعاتهم في الاحتفالية الثقافية الوطنية التي نظمها نادي الطائف الأدبي بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ83 للمملكة.

وتنوعت مضامين المشاركات التي شهدها النادي، متضمنة قصائد تغنت بالوطن، وكلمات في حبه، فيما تفاعل الأطفال مع برنامج المرسم الحر مقدمين لوحات تصور فرحتهم باليوم الوطني.

ونظم نادي تبوك الأدبي محاضرة لأمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري، بعنوان "لمحات تاريخية عن الوطن" أدارها عضو مجلس الإدارة بنادي تبوك الأدبي مطلق البلوي، وذلك بمقر النادي. وتحدث السماري خلالها عن اليوم الوطني الذي يحتفل به الوطن في هذه الأيام، ودور الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في جمع الشتات تحت راية التوحيد، متطرقاً إلى ما حققته دارة الملك عبدالعزيز من إنجازات في مجال أبحاث تاريخ المملكة، ودورها في إثراء المخزون المعرفي والتاريخي الثقافي منذ إنشائها في عام 1392. وبعد المحاضرة كرم النادي الفائزين بالمسابقة الشعرية لليوم الوطني وهم: الشعراء عبدالرحمن العمري، عبدالعزيز بخيت، وجزاع العطوي.