زين العابدين الغامدي


تظهر صورة المرأة السعودية في الإعلام العربي بصورة غير لائقة، وبكثير من الظلم لهـا حيث تبدو كمظلومة ومتخلفة وغير ناضجة، وأن همَّهـا مجرد العبث والنوم والتسوق في المولات العالمية الشهيرة، ولا تظهر الجانب الكبير منهـا كأم ومعلمة وممرضة وطبيبة ومسؤولة ومربية أجيال، وللأسف يشارك في نقل صورة مغلوطة عن المرأة السعودية عدد من الكتاب والمسرحيين السعوديين الذين أخذوا على عاتقهم نشر فضائح المجتمع وإظهار صورة مقززة منه للعالم المتحضر، بل بالغ بعضهم ووصفهـا بأوصاف غير مناسبة، بل غير مهذبة.

لا تنكر المرأة السعودية ما فيهـا من التقصير وما لديهـا من عيوب كغيرها من نساء العالم اللواتي لم يسلمن من نقد أو عيب أو نقص، والطبيعة البشرية في النقص لم يسلم منهـا حتى أكمل الرجال.

إن تصوير المرأة السعودية على هذا النحو أسهم في نبذهـا واستغلالهـا وتشويه سمعتهـا، ومن ثم أماط اللثام عن بعض المغرضين ومرضى النفوس الذين أسهموا بشكل غير مباشر في إظهار صورة نساء الخارج من غير السعوديات بصورة جميلة ولائقة، وتشويه صورة السعوديات، وأسهم أيضاً في نشر العنوسة بين بنات الوطن، فزهَّد كثيراً من الشباب في الارتباط بهن نظراً لكونـها لا تمثل له إلا مجرد امرأة ذات طموح مادي وحسب، وواقع المرأة يكذب ذلك، ولكن العين الإعلامية لا تقع إلا على الأذى والجوانب السلبية كما فعلت مسرحية (كلنا حكاية) التي ظهر فيهـا بشكل واضح ومكشوف التهكم بالمرأة السعودية ـ ذات الركب السوداء على حد تعبير الكاتب العرفج ـ وعلى حسب تصريح الممثلة (العنود الحسين) في المسلسل التي انتقدت النص، فقد ظهرت السعودية على أنهـا تمتهن النصب والاحتيال وأنهـا تذهب مع السائق ولا ترجع إلا آخر الليل، ولا تحسن تربية الأولاد ولا تتقن فن الطبخ، وأن من وسائلهـا في النصب على الرجال الاستخدام المفرط للمكياج ونحو ذلك من الافتراءات التي قد تكون موجودة في بعض النساء وليست هي الصفة الغالبة أو ما يسمى بالظاهرة.

إن على الإعلام العربي والسعودي بوجه خاص أن يبرز الوجه الجميل المشرق من نساء السعودية اللواتي يفخر بهن الوطن، ففيهن التي وصلت إلى مراحل متقدمة من العلم والمعرفة وشهدت لهـا جامعات العالم بالنبوغ والتقدم، كما تقدمت في مناصب سياسية وعلمية شهيرة، وهي ربة بيت من الطراز الأول ومعلمة الأجيال، وغير ذلك مما شرفت به ككاتبة وأديبة وإعلامية ناجحة وطبيبة نابغة ومخترعة لبعض الإبداعات في العالم، وحصلت على أرقى الشهـادات والجوائز العالمية مما يدحض فرية مجتمع سعودي يتنفس برئة واحدة.

ليس من مصلحة الوطن ولا المرأة السعودية أن يبرزها الإعلام في تلك الصورة المشوهة التي لا تمت للواقع بصلة ولا تمثلهـا كرمز وطني، .. ورفقاً بالقوارير.