نجوم تلألأت في سماء الإبداع وحققت الإمتاع وصنعت حضارة النصر الثانية التي انتظرتها جماهير عاشقة للنصر العالمي الذي عرفته الدنيا عام 2000 في مونديال الأندية الأول بالبرازيل.

الأمير العاشق فيصل بن تركي كان يبحث عن حضارة وعن ثقافة نصراوية وليس عن فريق كرة قدم يفوز ويخسر، تسلح بالدبلوماسية والبعد السياسي وقدم ملايين الريالات لإسعاد جمهور الشمس أولا، ثم المساهمة في بناء رياضة الوطن، وصنع التنافسية وأعاد كتابة التاريخ، بدأ حياته في الخبر المدينة الحالمة على ضفاف الخليج العربي، وفيها بدأ يتسلل إلى قلبه حب النصر وحب عبدالرحمن بن سعود صانع الحضارة الأولى، وحب الأسطورة ماجد عبدالله ورفاقه الهريفي ومحيسن ويوسف وتوفيق وسالم شفاه الله وبقية النجوم، وداعبت أحاسيسه فنونهم وإبداعاتهم فتعلق بعشق هذا الكيان دون غيره.

ومن الخبر انتقل للدراسة في الولايات المتحدة الأميركية وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة جونز هوبكينز، ودخل المعترك السياسي والدبلوماسي، وأثناء الدراسة والعمل كان يتابع نصره وحبيب قلبه ويدعم بالملايين كل الإدارات دون استثناء، ولم يكن يخطط لمقعد الرئاسة بقدر رغبته في جعل النصر هو الأول والأقوى.

في عام 2006 قرر سموه العودة إلى المملكة، وكان حال النصر لا يسر كثيرا، وابتعد عن البطولات الكبيرة، ولم يعد هو نصر الثمانينات الذي أحبه وعشقه ذلك الفتى في مدينة الخبر.

وكانت لسموه فلسفة خاصة ونظرة بعيدة ورؤية دقيقة لما يجري على أرض الواقع، فحاول مع إدارة الأمير فيصل بن عبدالرحمن دعم الفريق وتغيير صورته، لكن الفارق الفني بين النصر وأقرانه من الأندية أصبح يحتاج إلى عمل جبار وجرأة وملاءة مالية لا يقدر عليها إلا كحيلان.

وتشاور مع رفاق الدرب الأمير الوليد بن بدر والأمير فيصل بن عبدالرحمن، واتخذ القرار؟ وأي قرار، إنه القرار التاريخي بصناعة الحضارة الثانية في تاريخ عملاق الأندية السعودية وأكثرها حبا وعشقا من قبل كافة الجماهير المحلية والخليجية، إنه القرار الذي انتظرته الجماهير العاشقة لهذا العالمي الذي أنهكه تردي أوضاعه ونتائجه، لقد قرر قيادة المركب بنفسه وماله ووقته وجهده ويا لها من ساعة مباركة.

في نهاية 2008 دخل الإدارة لأول مرة نائبا للرئيس رغبة منه في معرفة النادي عن كثب، ولم تمض أشهر قليلة حتى تسنم سدة الرئاسة، وأطلق تصريحه الشهير "سأجعل النصر الأول في آسيا"، وبدأ المشوار الصعب، وفي كل مرة تتعقد الأمور يرجع إلى خزانته، ويقدم مزيدا من الأموال حتى بدأت ملامح البطل تظهر رويدا رويدا.

كان يتشاور ويتحاور مع الجميع دون استثناء، أعضاء شرف وجماهير وإداريين وعاملين وإعلاميين، ثم يتخذ القرار، وبهذه السياسة وهذه العقلية المتفتحة استطاع أن يصنع الفريق البطل خلال أربع سنوات ليبدأ جني الثمار ببطولة غالية ومهمة هي كأس ولي العهد، وما يزال هذا الفريق (هذه الحضارة) ينتظر التتويج بالبطولة الأقوى دوري عبداللطيف جميل في الأسابيع المقبلة.

إنه الفريق الذي يساوي وزنه ذهبا، فعقود لاعبيه تقدر بـ400 مليون ريال.

انتهت مساحة المقال ولا يزال للحضارة بقية.. شكرا فيصل بن تركي لقد وعدت فأوفيت أيها العاشق.