شئنا أم أبينا، فإن "تويتر" اليوم أصبح من أفضل الأماكن التي من الممكن أن ترتادها، صار اليوم أكبر صالة اجتماع تستطيع المشاركة فيها، تستطيع أن تحضر فعالياته إن كنت واقفا أو جالسا أو حتى مستلقيا، بإمكانك حضور اجتماعاته بـ"بشت" أو دون "بشت" بثوب أو حتى بملابس النوم، في "تويتر" لا وقت محدد لبداية الجلوس على طاولة الاجتماع، بإمكانك الحضور في الثالثة عصرا أو في الثالثة فجرا! هناك تعقد آلاف النقاشات على مدار الساعة، بعضها يثري معلوماتك وأخرى تجعلك في قلب الأحداث، وثالثة تفجر فيك الأسئلة ورابعة لا تشبه سوى كتيبة القصف العشوائي حين تتوزع التهم والإدانات على أطراف الحديث ثم يصل النقاش أحيانا لطرق مسدودة.
في "تويتر" ستعي قيمة الحرف الواحد، ستفهم أن كثرة الكلام الذي كنا نمارسه ليس ذا جدوى، ستدرك أن "الثرثرة" ليست سوى عبث وتدوير للكلام، وأن 140 حرفا فقط كافية جدا لإيصال أفكارك. في "تويتر" أنت من تصنع وسيلتك الإعلامية بدقة عالية، حين يعرض المشاركون فيه بضائعهم الإعلامية دفعة واحدة، ثم يعطيك الحق في اختيار البضاعة التي تريد، ويمنحك فرصة قفل كل منافذ البضائع الرديئة، هناك في "تويتر" ستكتشف أن مستوى الوعي مرتفع جدا بين الشباب، وأن الأقلام المتدفقة لم تجف بعد، وأن الأفكار الخلاقة لم تندثر، وأن العقول الملهمة موجودة بالفعل بيننا، وأن الشباب قادرون على التغيير مع أول فرصة مقبلة، بل إن كثيرا منهم ظلم من جهات مختلفة حين أهملت موهبته وحين أنصفه "تويتر"!
قبل أن تلج إلى "تويتر" يجب أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم من بعض التغريدات التي تكتب تحت تأثير المشروبات الروحية، ومن منتحلي الشخصيات الشهيرة، ثم تسأل الله ألا تجد اسمك يوما عنوانا لـ"هاشتاق" حتى لا تصبح كمن يربط في أعلى شاهق في المدينة ثم يسومه الباقون سوء "التغريدات"!