فايع آل مشيرة عسيري
مثلما يحمل العاشق شجونه.. مطرقاً بخياله وحلمه.. يسلك دروب أجدادي من مدينة لمدينة.. من قرية لقرية.. من هجرة لهجرة.. امتطت بي خيول ذاكرتي بين تجاعيد أجدادي وسواعدهم السمراء آملاً في البقاء.. وتبدى لي الزمان عجلة تزداد شحوباً وغموضاً.. لم تستطع رمال وطني، وجباله وسهوله، وأوديته رسمه وتشكيله، ومعها لم تستطع طفولتي اختزاله فراحت عبثاً تلونه زرقة بحر وسماء، وصفرة صحراء وحب.. جزيرة بحجم وطن وتراءى هناك وجه وطني رمز كفاح، وذكريات دفينة.. تضحية وفداء، قدسية مكان، وطهارة إنسان، وطن عطاء، وتوغلت في ملامحه العظيمة أقرأ في زوايا بيت من الطين ما زالت حكاية مجد وتحد وبطولة.. صوته ذلك الأجش الشجي يقفز لآذاني الملك لله ثم لعبدالعزيز.. إذا فاحت به الذكرى عطراً، وهاجت به ورداً.. أشتم في جنباته حنينه وشموخه.. وطني.. أليس من حقنا أن نفخر بك في يوم مولدك العظيم.. وطني أليس من حقنا أن نباهي بك العالم وأنت للفصول الأربعة وطن، وللقلوب مهوى.. ومأوى.. ولعبدالله بن عبدالعزيز ملك وقائد يسير بنا نحو السمو والحضارة وبناء الأوطان.. ملك للقلوب قبل أن يكون ملكاً للوطن..