تلقيت رسالة من نوع الرسائل التي يرسلها أصحابها لكل من لا يعرفونهم عن طريق الجوال، وهي مسيئة للدرجة التي يخشى لو انتشرت، أن تتسبب في ترسيخ ثقافة جديدة لدى الشباب، تعامل المرأة كأنها لعبة الفانوس السحري. فتصبح كما يريد "سيدي السيد" أن تكون. في الصباح يريدها خادمة في غيابه، حتى يعود من عمله، فتتحول إلى مديرة فندق، تقدم له لائحة طعام من شتى أنحاء الكون. وبعد ذلك تتحول إلى فاتنة وهيفاء، تضاهي في حسنها ودلالها نجمات صالات العروض السنيمائية، لا يشغلها سوى أن تبدي فرحها وسعادتها وهي تؤدي طلبات سيدها. والطريف في هذه المواصفات أن تؤدي أيضا دور الخادمة لتحمي خصوصية الأسرة، وفي نفس الوقت تقوم بدور الأم فتنجب الأطفال، ولا تكتفي بدور المربية، بل تؤدي دور المدرسة أيضا.

حملت هذه الرسالة أيضا طلبات ومواصفات إضافية عدة، خلاصتها أن تظل الزوجة عروسة كما كانت قبل "30" عاما، ومؤدية لجميع مهام سيدة البيت! وبسبب صعوبة هذه الطلبات، يضع صاحب الرسالة زوجته في مقارنة خسيسة مع نساء أخريات من دول أخرى. الهدف منها إقناع نفسه أن المرأة غير السعودية هي الأقدر على أن تقول على مدار الـ24 ساعة "شبيك لبيك" ونسي أنه لا يستطيع أن يجد كل هذه الطلبات إلا في عالم الأفلام.

الظاهرة الخطيرة، أنها ليست الرسالة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فمثلها كثير يتندر مرسلوها على النساء دون هدف. لكنها تقدم برهانا على نتائج الثقافة الأحادية التي نكتوي منها، وتنظر للمرأة بدونية، وتتحدث عنها كأنها كائن مجهول بـ"المرأة عزك الله"، فتلصق بها قائمة مطولة من النقائص. لذلك فالحل هو أن يغير هؤلاء ثقافتهم، أو يرحلوا إلى عالم الخيال؛ ليسجلوا طلباتهم على مائدة الانتظار.