بعدما خرج في زيارة شرعية قبل 24 ساعة، اقتحم مسجون مدان بإيواء مطلوبين في قضايا سرقة ونهب أمس، سجن المدينة المنورة في أبيار علي، حاملاً معه "مسدساً"، مدعياً في الوقت نفسه أنه يحمل حزاماً ناسفاً قابلا للتفجير.

وأوضحت مصادر مطلعة لـ"الوطن": أن السجين تمكن من الحارس "الخفير"، وتجاوز نقطتي تفتيش وبوابة وضعت للتفتيش والمراقبة قبل زيارة العنابر، ثم تجول داخل أروقة السجن مهدداً الخفير بالسلاح، قبل أن يطلب منه دخول العنابر والبقاء مع السجناء منذ صلاة ظهر أمس. وأشارت المصادر إلى أن قوات أمن الطوارئ طوقت السجن بعد استدعاء من إدارة السجن، عقب فشل محاولاتها مع السجين لتسليم نفسه، فيما أغلقت الشوارع القريبة من السجن.

وأفادت بأن السجين الذي قضى من محكوميته 5 سنوات، وبقي له أقل من عام، حظي بثقة إدارة السجن قبل منحه زيارة شرعية، ليعود حاملاً سلاحاً و"حزاماً ناسفا "اتضح لاحقا أنه وهمي"، كشف عنه بعد خلع ملابسه أمام النقطة الأخيرة، وأجبر الخفير على إدخاله العنبر.

إلى ذلك، سيطرت القوات الأمنية في المدينة المنورة على النزيل بعد مفاوضات استمرت قرابة ثماني ساعات حتى سلم نفسه، بعدما مكث طوال تلك الساعات برفقة زملائه السجناء وعددهم أكثر من 200 سجين. واكتشفت الجهات الأمنية - حسب مصادر مشاركة في التطويق - أن الحزام الذي ربطه النزيل حول خصره عبارة عن أجهزة لاسلكية غير مهيأة للتفجير، وإنما استخدمها لإرهاب حراس السجن، وأنه نجح في ذلك، وتمكن من تجاوز نقاط التفتيش بينما كان السلاح الذي يحمله عبارة عن "مسدس حقيقي"، لكنه لم يستخدمه خلال اقتحامه للسجن. وجرى نقل السجين بواسطة الجهات الأمنية إلى خارج السجن لاستكمال الإجراءات الأمنية حياله، فيما تم التأكد من سلامة النزلاء وفحصهم من قبل الجهات الأمنية والطبية. وظهرت خلال الساعات التي أمضاها السجين مع زملائه داخل العنابر عدد من الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل و"اليوتيوب" تظهر حديث السجين مع زملائه. وأظهرت المقاطع عددا من النزلاء يوثقون حديث النزيل بهواتفهم النقالة وهم داخل العنابر. فيما أكدت مصادر مطلعة أن قضية تجاوز السجين لنقاط التفتيش سيكون لها أثارها على التحقيقات الجارية مع إدارة السجون.