كثيرون يميلون إلى مشاهدة المباريات عبر شاشة التلفزيون. أذكر أحد لقاءات الأمير محمد العبد الله الفيصل - رحمه الله - سأله المحاور هل تحضر مباريات الأهلي في الملعب. فقال له تركت مشاهدتها في الملعب، فأنا أجد متعة في متابعتها في المنزل وسط أبنائي وأحفادي. ذلك وهو قادر على حضورها في المنصة الرئيسية بيسر وسهولة ودون عراقيل.
لم تعد الظروف الاجتماعية، واتساع المدن، وتعقيدات الطرق تساعد عشاق كرة القدم على حضور المباريات مهما رغبوا في ذلك.. ثم إن حضور كل من يرغب في الحضور أمر غير ممكن في أي مكان في العالم. المباراة النهائية التي جمعت الهلال بالنصر البارحة الأولى تم بيع 61 ألف تذكرة لها. ولك أن تعرف حجم هذا الرقم الضئيل أمام كثافة الجمهور الرياضي في المملكة الذين تابعوا المباراة عبر شاشات التلفزة!
العام الماضي كان مفصلاً مهما في عملية الإخراج التلفزيوني البليد. حينما انصرف مخرج المباراة بكاميراته لمتابعة وصول الراعي الرسمي للمباراة، وترك ملايين المتابعين في أنحاء واسعة من العالم يحترقون، وحينما حقق ما يريد، عاد بالكاميرا إلى الملعب. لسوء حظ المخرج - وحسن حظنا نحن - أن راعي المباراة، وهو سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، علم بهذا التصرف، هو في النهاية رجل مثقف ورب أسرة ولديه أبناء وأحفاد يتابعون المباراة مثل غيرهم، ولذلك بادر على الفور بوضع حد لهذه الممارسات، قام بالتعبير عن استيائه لما قام به مخرج المباراة، وأصدر توجيهاته بعدم قطع البث.. كان تصرف مخرج المباراة محرجاً للجميع، بل للبلد بكامله، حتى هيئة الإذاعة والتلفزيون تنصلت من الغلطة، وقالت على لسان المتحدث الرسمي: إن التصرف كان قراراً شخصياً من مخرج المباراة!
الذي حدث بعد سنة من التوجيه الصارم أننا استمتعنا البارحة الأولى بإخراج جميل واكب المباراة. كنا ننتقد الإخراج وطريقة الإخراج، وننتقد كاميراته التي تهيم في المدرجات وتترك أرضية الملعب. كنا ننتقد الكاميرات التي تترك المباراة وتتجول في المنصة. كنا ننتقد الإخراج المتخلف للمباريات ذلك الذي يعيد الهجمة بالبطيء أربع مرات فتضيع خلال ذلك هجمة مرتدة، لكن من باب الموضوعية نقدم الشكر لمخرج المباراة النهائية والمصورين خلف الكاميرات. لا نعرف أسماءهم لكن من واجبنا أن نشكرهم. الإخراج التلفزيوني للمباريات تطور كثيرا عن السابق. اليوم أصبح لمشاهدة المباراة في التلفزيون متعة لا تقل عن مشاهدتها في الملعب!