أعتقد أن السعادة عمت الجزيرة العربية بأكملها بعد أن عاد فارسها إلى وضعه الطبيعي مرتميا في أحضان منصات التتويج بعد غياب أراد المتلاعبون بالتاريخ أن يجعلوه 15 عاما والصحيح هو 7 أعوام، فقد حقق النصر في 2008 بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد من أمام زعيمهم عندما كانت تلعب هذه المسابقة بالفريق الأول، وقبل أن تتحول في السنة التالية "بقدرة قادر" إلى مسابقة للاعبين الأقل من 23 عاما.

عموما، لا يهم تفكيرهم ولا عقليتهم التي تتحسس من كل شيء أصفر، فالأهم عودة الفارس لمعانقة الذهب، والأجمل هو عودة ثقافة البطولات والانتصارات للاعبين ومن قبلهم الجماهير والإدارة.

أعتقد أن الجمعة 1 فبراير2014 أعاد الكرة السعودية لوضعها الطبيعي بعد أعوام من الهيمنة والدعم اللوجستي والتطبيل لكل ما هو ضد المنطق، ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها الفضل بعد الله في كشف كثير مما كان يحدث في الخفاء، وهو ما أجبر كرة القدم أن تعود منحنية الرأس لعملاق الكرة السعودية وفارسها (نادي النصر).

نعود للبطولة الغالية التي أرى أن عدالة السماء أنصفت العمل الإداري الكبير الذي قدمته إدارة النادي ومجلس الجمهور وكذلك انضباطية اللاعبين وروح الأخوة بينهم، ولا ننسى الاستقرار الفني الذي كان سببا رئيسا في ابتعاد النصر سنين مضت عن معانقة الذهب.

بلا شك أن ما فعله الداهية كارينيو، والداهية الآخر هيجيتا في الجو العام لنادي النصر يحسب لهما فهما بالإضافة إلى أنهما فنيان من الدرجة الممتازة إلا أنه وضح تأثيرهما الفني والمعنوي على اللاعبين ومن أمامهما نضج إداري وحماس جماهيري وتكاتف إعلامي نصراوي وهو ما هيأ الجو العام ليعود الفارس شامخا متوشحا بالذهب كما عهدناه.

ختاما أقول لهذه البطولة "مبروك النصر يا بطولة فأنت محظوظة لأن النصر عاد من بوابتك للتاريخ وللمجد وللذهب".