تسببت تحذيرات وضعت على أجهزة طبية داخل مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة في حدوث إرباك ورعب في صفوف المرضى الذين أبدوا استياءهم وتخوفهم من هذه العبارات التي تدعم الشائعات التي انتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، والتي تزعم أن عددا من المراجعين انتقلت إليهم العدوى أثتاء مراجعتهم للمستشفى.

وكشفت مصادر مطلعة بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة لـ"الوطن" عن قيام أشخاص ـ يرجح أن يكونوا من الإدارة ـ بلصق أوراق على ثلاثة أجهزة طبية خاصة بالغسيل الكلوي تحذر من الاقتراب منها لتلوثها بفيروس "كورونا" بعد إسعاف عدد من المرضى المصابين به.

وكان المستشفى قد شهد عددا من الوفيات الناتجة عن الفيروس، من بينها طبيب عربي لفظ أنفاسه بعد انتقال العدوى إليه أثناء عمله في مستشفى محافظة الحناكية العام، إضافة إلى عدد من الحالات المشابهة، كما يعالج في المستشفى حاليا عدد من الحالات المصابة بالفيروس المعدي. وأظهرت صور حصلت عليها "الوطن" تحذيرا باللغة الإنجليزية موجودا على أجهزة طبية تركت أمام قسم العناية المركزة بالمستشفى يفيد بأنها ملوثة تم استخدامها في علاج حالة مرضية تعاني من الفيرس القاتل، ولم تعقم بعد.

وتذمر عدد من المراجعين بسبب وجود هذه الأجهزة بالممر، وبقائها مكشوفة دون عزل، أو معالجة طبية، مبدين تخوفهم من إمكانية انتقال المرض إليهم، مؤكدين أن هذه الصور تعزز الشائعات التي تحذر من دخول مستشفى "الملك فهد، و"أحد" بالمدينة المنورة، لخطورتهما هذه الأيام، لوجود عدد من المصابين بهذا الفيروس بهما.

من جهتها حاولت "الوطن" التواصل مع مدير صحة المدينة المنورة الدكتور عبدالله الطايفي، والناطق الإعلامي لصحة المنطقة، للاستفسار عن هذه التحذيرات الملصقة على الأجهزة الطبية، غير أنها حتى إعداد هذا الخبر لم تتلق رداً.

من جهة أخرى، أجمع المشاركون في الجلسة الختامية لمؤتمر طب الحشود في الرياض على أهمية التوعية بالممارسات الصحية السليمة بين التجمعات البشرية للحد من خطورة انتشار الأمراض المعدية.

كما ناقش الخبراء مجموعة من الموضوعات التي تتعلق بطب الحشود وخاصة قضية فيروس الكورونا وما يتعلق به من استقصاء وبائي عالمي، بالإضافة إلى دور الحكومات في مواجهة الفيروسات، وتسليط الضوء على الفجوة المعرفية عن المرض واستعراض آخر ما تم التوصل إليه في المجال العلمي والطبي لتشخيص الحالات المرضية للمصابين بفيروس كورونا. واستعرض المتحدثون عددا من التساؤلات حول كيفية انتقال المرض بين البشر بالطريق المباشر وغير المباشر والعوامل الأساسية المؤدية للإصابة به وعن مصدر المرض، حيث لا تزال الدراسات تتواصل في بريطانيا للكشف عن مصدر فايروس كورونا، كما ذكر المتحدثون بعض الدراسات التي لم يتم تأكيدها بشكل قاطع بأن المصدر قد يكون بسبب الإبل أو الخفافيش، وذلك بعد ما وجدوا مضادات الفايروس في هذين النوعين من الحيوانات، مطالبين بإجراء المزيد من الدراسات لإثبات مثل هذه الدراسات أو نفيها لكي يتمكن الطب والعلم من اكتشاف الطرق المناسبة للوقاية والعلاج. وأشار المشاركون إلى أن الحالات المرضية المؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا في عامي 2012 و 2013 بلغت نحو 130 حالة مؤكدة، موضحين أن حالات الوفاة كانت مرتفعة في بداية تسجيل الحالات ومن ثم بدأت تقل نسبة الوفيات بشكل ملحوظ بعد الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجهات الصحية في الدول التي شهدت إصابات بمرض الكورونا.

وذكر الخبراء أن بعض الحالات شهدت مضاعفات حادة تمثلت في إصابة المريض بالفشل الكلوي بينما تم ملاحظة بعض المضاعفات المتوسطة لدى جزء آخر من المصابين بفيروس كورونا، مشيرين إلى أن فترة حضانة الفيروس في جسم الإنسان تتفاوت من يوم إلى 13 قبل أن ينتقل من شخص إلى آخر، وذلك بناء على دراسات أجريت في بريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية.

وطالب المشاركون بأهمية التقصي الوبائي لمعرفة تفشي المرض ومعرفة معدل الانتقال ومستوى التعرض الذي يمكن من خلاله الإصابة بالمرض، إضافة إلى رصد مؤشر الفيروس لمعرفة معدل الحدوث عبر الزمن، وما هي المجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.