ليس أحب من "النصر" على القلوب.. وليس أجمل من "الهلال" في العيون.
وليس أمامنا اليوم إلا "المراوغة" بخصومنا "التعصب" و"التناحر"؛ لكي نسجل هدفاً لصالح "الوطن".. ونفوز بالرياضة.
خلال أسبوع.. لم يكن في المحلية والمجتمع والتاريخ والجغرافيا حديث إلا "الرياضة"، ولم تكن الألسن والأقلام إلا "سناناً" في موقعة ما قبل منازلة "الهلال والنصر"؛ لذلك لم يبق أحد لم يتكلم في "نهائي كأس ولي العهد".. ولم تبق كلمة لم تقل في النهائي الذي يجمع "نصرنا وهلالنا"، بعدما أعاد النصر المنافسة للكرة السعودية، وواصل الهلال مشوار النجاح؛ فجذبا كل محبي الكرة في العالم العربي.. فتكلم كل أحدٍ في النهائي وفي الدوري وفي النصر والهلال، من إعلاميين وإعلاميات، وفنانين وفنانات، وشعراء، وتغنت حناجر المطربين بالفريقين..!
لم تبق كلمة في التعصب لم تنطلق من شبكات التواصل الاجتماعي وشاشات البرامج الرياضية وصفحات الرياضة.. وفي ذات الأماكن لم تبق دعوة لنبذ التعصب إلا وانطلقت ممن لديهم ضمير وحب لـ"الوطن" وأبنائه؛ قبل أن تفرقنا الرياضة بدل أن تجمعنا.
في السابق كنا ننتظر من الجماهير أن تسمع صوت "العقل".. وتتنافس بتآخٍ وحب.. تنتهي بكلمة "مبروك" للفائز وجمهوره، بدل التشكيك في الفوز وإطلاق سهام التهم على الجميع لتشمل التحكيم والتعليق والمسؤولين على الإستاد وكل أحد بلا استثناء؛ فقط لأن فريقنا خسر.
اليوم.. نتمنى من "بعض" الإعلاميين أن يسمعوا صوت "العقل" ويقدموا "الوطن" على "النادي"، فلم يعد يخفى على أحد أن "كثيرا" من الإعلاميين تحولوا إلى رقم صعب في "مدرجات التشجيع"، وبعضهم لو رغب الانضمام إلى رابطة تشجيع ناديه لرفضت الرابطة؛ لأن مستوى تعصبه يتجاوز "التنافس" إلى "التناحر".. ومع ذلك لا زالت "بعض" البرامج" تفتح أستديوهاتها لهم، وفي نهاية كل حلقة تدعو الجماهير إلى نبذ التعصب.. في تناقض سخيف، أليس الأولى أن يبدأ المذيع بطاولة برنامجه وينظفها من التعصب قبل مطالبة الجماهير..؟!
(بين قوسين)
مبروك لـ"النصر" الفوز بكأس ولي العهد، ومبروك لـ"جماهيره" التي أثبتت أنها "راقية" و"وفية".. ومبروك لـ"الهلال" شبابه الذين تفخر بهم الجماهير، ومبروك لـ"الهلال" المدرب الوطني الناجح سامي الجابر.. ومبروك لـ"الوطن".