بعد أن أضحت بلاد العرب والمسلمين مباحة ، ليس مستغربا أن يخرج صاحب فيلم "الفتنة" السيء الصيت ، السياسي الهولندي ، الذي كان في الأصل ممثلا ، جيرت فيلدرز ، بتصريحات جديدة معادية للإسلام رافضا مقارنة الإسلام بالمسيحية لأنه بحسب رأيه "أيديولوجية متسمة بالعنف مثل الشيوعية والفاشية".

وليس غريبا بعد أن استباح الاحتلال الأمريكي العراق ، أن تتحول أرض الرافدين إلى أرض مباحة للإسرائيليين يعقدون صفقاتهم التجارية والاستثمارية في ربوعها ، ويسرقون خيراتها ، برضى أصحاب الأرض من المسؤولين أو من ينوب عنهم من أبنائهم.

وليس مستغربا ، في ظل الانحدار العربي ، أن يخرج حاخام بنى كل مجده على سفك الدماء وسرقة الأرض والأوطان ليدعو إلى إبادة الشعب الفلسطيني كجزء من الحل الذي يراه مناسبا لدولة الاغتصاب والاحتلال.

اليوم تعقد في واشنطن اجتماعات تمهد لإطلاق المفاوضات المباشرة الإسرائيلية الفلسطينية برعاية أمريكية وحضور عربي ، وفي نية المجتمعين خبايا لا تتقاطع مطلقا.هناك مغتصب للأرض ، يفاوض صاحبها من موقع القوة ، على منحه جزءا منها لإقامة دولته التي لا حول لها ولا قوة ، وآخر يسعى لإيجاد موطء قدم له على الخريطة لتحقيق إنسانيته. لا يربط بين المتحاورين الذين يفصل بينهما تاريخ طويل من العداوة ، أي رابط ، لا ثقافي ولا ديني ولا حضاري.

كلاهما يرى في الآخر النقيض والضد , السؤال هو كيف يجتمع الضدان؟