يومٌ وطني مبارك، وإجازة سعيدة، وفرحة عارمة، وكل يوم وطني ووطني وقائده، وولي عهده، ونائبه الثاني ـ يحفظهم الله ـ، وأسرته الكبيرة والأكبر، والجميع بخيرات ومسرات.. الخواطر والبرامج التي فكر ويفكر فيها كل فرد على تراب هذا الوطن كثيرة، ولعلي في وسط هذه المشاعر الفياضة التي نعيشها أؤكد مرة أخرى على المناقب الخالدة لجلالة مؤسس هذا الكيان؛ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ـ يرحمه الله ـ التي ذكرتها في مقالي يوم أمس، ولعلي أؤكد مرة أخرى على ضرورة أن يظهر يومنا الوطني بما يناسب المناسبة، من خلال (لجنة عليا) تنظم الاحتفاء والاحتفال به مبكرا..
هذه اللجنة المنتظرة والموقرة مهامها تنظيم مشاركة جميع شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، والتنسيق والتوزيع لكافة الفعاليات الخاصة باحتفالات اليوم الوطني بغرض أن تعم الفرحة كل إنسان، في كل شبر من هذه البلاد.. يؤسفني جدا ألا يكون هناك (إعداد مبكر) للاحتفال بهذه المناسبة الغالية، التي يستلهم الجميع فيها بطولة الأمجاد التي تحققت على يد موحد هذا الكيان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ، ويملؤني الألم لعدم حسن استغلال مناسباتنا وفق ما يليق بأهميتها ومكانتها من خلال الفعاليات والأنشطة التي تبرز للأجيال ما تحقق لوطنهم من تطور شامل، وتعريفهم بمراحل الإنجازات الحالية، وما وصلنا إليه من إنجازات كبيرة حتى هذا العهد الزاهر، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وتعريفهم بالخطط المستقبلية، واختيار الموضوعات التي تعرف المواطنين بتاريخ الوطن، وإعطائها المجال الأوسع إعلاميًّا.
الاهتمام بالمناسبات، واليوم الوطني أحد أهمها يدل على المعنى الحقيقي والوجداني لهذا اليوم المصيري في تاريخنا، بالإضافة إلى إشارته إلى أهمية الوحدة في الوصول إلى الدور الريادي للمملكة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ويؤكد تمسكنا بثوابتها ومبادئها الراسخة ومدى ما تنعم به من أمن وعلم ورخاء بفضل القيادة الرشيدة بداية بالآباء المؤسسين وحتى يومنا الحاضر.
المواطنون والمقيمون يريدون يوما وطنيا بالفعل، ولا يريدون يوما عاديا هادئا.. الكبار والصغار، الرجال والسيدات يريدون عشرات بل مئات الفعاليات التي تتشرف بالمشاركة في تنظيمها الوزارات المعنية، والجهات الرسمية، وبالأخص وزارة الثقافة والإعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، يعاونهما في هذا الشرف الجهات ذات العلاقة من كافة المؤسسات العامة والخاصة، وأن تكون هذه الفعاليات تحت مظلة لجنة عليا، تكون من أبرز مهامها أيضا الخروج إلى المجتمع بجدول فيه كل تفاصيل الفعاليات المزمع القيام بها، ويتم إعلان ذلك كله في كل الوسائل المتاحة.
لا بد أن نتعاضد معا على نشر "الوطنية" بين أبناء الوطن، لا سيما في يوم الوطن، وهذا العمل النبيل يحتاج إلى تحضير مسبق، وعمل جاد يواكب المناسبة.. وختامًا أيتها اللجنة المنتظرة: نريد من أعضائك الموقرين عملًا مبكرًا يعلم الناس أن الوطنية تعني مشاركة الوطن الإنجاز والإخفاق، وليست الوطنية أن يستميت الواحد والثاني في كشف العثرات والسلبيات، ويتجاهل المنجزات والإيجابيات بذريعة البحث عن وطن لا يمكن وجوده إلا في كتاب (الجمهورية) الذي كتبه الفيلسوف الشهير (أفلاطون) على لسان أستاذه الفيلسوف الأشهر (سقراط) عندما كانا يحلمان فيه بمدينة فاضلة؛ حقيقتها كما قال أفلاطون "صعبة التحقيق إلا في أذهان المتحاورين".. ويومنا أخضر.