اليوم الوطني احتفالية بالعبقرية، والمعجزات والإبداع الذي لا يمكن أن يتنامى لولا جيوش سعودية تطرز وجدانهم قيم البناء والنماء بصدقهم وإرادتهم وثقافة الامتنان، في هذا اليوم المجيد، الملبد بالخير والولاء نجدد الاحتفاء بالسعودية.. في يومنا الوطني 83 - نترحم على الآباء المؤسسين، الموحدين، ونمتن لقادة هذا الوطن بأطيافهم بخالص الدعاء للراحلين والامتنان للأحياء منهم.. يتربع على قمتهم قائد هذا الوطن العامر بالنبلاء، والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله "حفظه الله" - وأتم عليه الصحة والعافية وطوقه بالبطانة الصالحة.. وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

ولأن من يمتهنون الكتابة لا يملكون سوى حروفهم وأفكارهم ينثرونها للمشاركة في هذه الاحتفالية، "لن تكتمل الاحتفالية الوطنية بدون الامتنان لجهود يبذلها رجال السلك الأمني بجميع القطاعات، إلى جانب الجهود المدنية التي قدمها أبناء الوطن من نخب، تدرك مسؤوليتها وتنهض بدورها وتقدمه كما يليق بقبلة المسلمين".. إنجازات رجال السلك الأمني - مثلا، وعلى مستوى حرس الحدود وما يتعلق بملفات التهريب قدمت كوادرنا الوطنية أداء متألقا يبرز خبرات رجالنا التراكمية.. وهناك غيرها من جهود لا نختزلها فقط على صعيد إدارة الحشود في الحج والعمرة بل وعلى مستوى كل أزمة وحدث عاصف يستهدفنا، صمدنا أمامها بفضل الله ثم صمود رجال الوطن من إناث وذكور.. هذه في حد ذاتها احتفالية وطنية تستحق أكثر من مقالة.. وأكثر من أسلوب تحفيز وتكريم.

في شكل عام المواطنات والمواطنين تصغر الأمنيات أمام إنجازاتهم لكنه الأمل في، التجنيد الإلزامي والاختياري بحيث يكتسب الشاب الراغب في صقل شخصيته الوطنية المهارات اللازمة ليكون رجل الأمن الاحتياطي المدرب، فرضت علينا أوضاع المنطقة ذلك، ولا نملك سوى التسلح بالاستعداد عبر تأهيل المواطنة والمواطن ليكونوا مستعدين متأهلين ومتيقظين.. مدركين للثوابت وأهمية حمايتها واعتبارها مقدساتنا التي لا تمس، على رأسها قدسية الأمن الوطني وأمن المقدسات.. ومستوعبين لحجم ومكانة وطنهم، قادرين على الفصل بين ملفات يتم خلطها عمدا وعدوانا فتجد العاطل والمستأجر.. الخ الحالات، المستهلكة قضاياها في وسائل التواصل، لا يفرق بين إخفاقات خطط التنمية وإمكانات تفاديها وأن يكون شريكا أساسيا في إحداث التغيير وبين ما يطرح ومرتبط بالفساد الذي لا توجد دولة بين السماء والأرض خالية منه، وبين الاحتياجات المادية للإنسان، لمست ارتفاعا لحالة وعي وتدنياً لمستوى هذا النوع السلبي من الطرح، واحتفالا بهذا اليوم واستشعارا لقيمته، على أننا نحتاج التحصين ومزيدا من التحرك والمبادرات والتطويق والاحتواء للحالات السلبية حتى لا ترتد على مقومات الوطن، التي قدم لأجلها ولنمائها الغالي والثمين..

أمنية ومبادرة من الملح تحريرها وتبنيها لما لها من أهمية وبعدة لغات.."لوحات ترصع معالم المدن بسير أجدادنا المشاركين في التوحيد والتأسيس والتنمية لهذا الوطن العظيم".. من نتمنى لهم جدارية تقدم أسمائهم حتى يعلم كل من يتهجم على السعودية ومواطنيها وحكامها الذين بايعناهم، وهو مغرر به، أن دماء أجداده ارتوت بها أرض الجزيرة المتوحدة على أيديهم وبجهودهم.. الصورة ضرورية والابتكار مهم.. وروح المبادرة أهم.

هذا زمن الصورة.. الجداريات في موانئ البلاد مع مقتطفات من تاريخنا، إنجازاتنا، ومزايا الوطن وإنجازات بناته وأبنائه احتفالية وجبت، ليس لمجرد التباهي بل تكريما للوطن الذي رفعوا رايته عاليا ويستحقون أن نفخر ونباهي بهم.. ليس كثيرا أن ترصع صورهم وإنجازاتهم بوابات البلاد البرية والجوية.. نريد تطريز معالم المدن وموانئها الجوية خاصة والبوابات المؤدية إلى الحرمين الشريفين، وعلى ضفاف الطرقات وأن تكون الجدارية للشهداء والمساهمين في بناء الدولة، ليس من منطلق حقهم علينا في تكريمهم وتذكرهم والدعاء لهم والترحم عليه فقط.. بل لأن ثرى هذا الوطن الطاهر توحد عبر طموحاتهم بوطن يلم الشتات ويرسخ الأمن الذي يظلنا اليوم، وتمكنوا من تحقيق طموحاتهم ومسؤوليتنا المحافظة عليها، بالاعتراف بجميلهم وإشهاره بطرق مبتكرة، ومشروع الجداريات يأتي كأقل وأبسط تكريم.

الفعاليات والاحتفالات مهمة ومشكورة ومثمنة، لكنها تنتهي بانتهاء الحدث. وأن تكون لدينا جهة في الدولة تقدم لها الأفكار الاحتفالية والاحتفائية وتضمن تنفيذها... لتنتهي مهمتها بتحقيق غاية التحصين.. سنوياً يجب أن تشهد احتفاليتنا مبادرات مبتكرة، غايتها ترسيخ المسؤولية الوطنية، والتأكيد على أن الوطن مسؤوليتنا جميعا، الاستثمار في التحصين بأفكار وخطوات قريبة وآنية، بات أمرا من متطلبات المرحلة وضروراتها وخطوات تطبيقات خططها ونتائج حصادها بعيدة المدى، المهم أن تنتهي هذه الغاية بتحصين الوجدان الوطني من محاولات الاختراق.. كل عام والوطن عامر بالولاء ملبد بالنبلاء.