في لقاء أبوي حميم، آثر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن ينقل هاجسه الكبير بحقوق الأجيال القادمة، عبر قصة يحكيها لأبنائه المبتعثين إلى الولايات المتحدة الأميركية، بمقر إقامته في واشنطن "يوليو 2010" كاشفاً لهم وللجميع سياسته في حفظ ثروات الوطن، وهو ذات الأمر الذي رسم خارطة أعمال التنقيب والاكتشافات البترولية في المملكة. كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين، التي امتزجت بروح الدعابة والمسؤولية، تشي بما يبعث الطمأنينة على المستقبل، وهي تستهدف طلائعه المتمثلة بالطلاب المبتعثين، والذين كانوا ينصتون لحكاية "بعد النظر واستشراف المستقبل".
بدأ خادم الحرمين الشريفين سرد حكايته لأبنائه، وقال "سأقول لكم حكاية ستضحككم جميعاً" مستثيراً تركيزهم لأبعاد تلك الحكاية/ الدرس.. بدلالاتها وأبعادها الوطنية العميقة، حيث واصل سرد حكايته بقوله ".. كنا في مجلس الوزراء وقلت لهم: ادعوا للذي أنا سأقوله. قالوا وما هو؟ قلت: قولوا الله يطول عمره. قالوا الله يطول عمره. من هو هذا؟ قلت: قولوا الله يطول عمره.. قالوا الله يطول عمره. من هو؟ قلت: البترول. لماذا؟.. هذه ما قلتها إلا يوم ابتدؤوا ينقبون عما في الأرض وأوقفتهم عن التنقيب كله، قلت ما دام البترول ولله الحمد فيه، وهذا الذي أقول إنه الله يطول عمره، خلوا خزائن الأرض فيها لأبنائنا وأبناء أبنائنا إن شاء الله. وبلادكم ولله الحمد غنية بهذه كلها".
انتهت حكاية الملك/ الأب لأبنائه المبتعثين.. وتجاوز الإنصات لها ليشمل السعوديين في كل مكان، حتى أولائك الذين يواصلون عملهم بحثاً وتنقيباً في أعماق البحر الأحمر في أقصى الشمال الغربي، إلا أن الجميع فهم الدرس، وأصبح يدرك حقوق الأجيال القادمة، وأمانة الجميع تجاههم.