عاشت الأندية الأدبية مكتسبات تجربة الانتخابات، التي دعا وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة جمهور المثقفين والأدباء إلى الانخراط والتفاعل الإيجابي معها.
حيث اعتبر خوجة وزارة الثقافة والإعلام راعية لهذه التجربة الوطنية، وتركت المجال واسعا للجمعيات العمومية لتختار جميع الصيغ الإدارية التي تكفلها اللائحة.
وكان خوجة قد شدد خلال الانتخابات على أن الوزارة تقف بكامل أجهزتها لدعم خيارات المثقفين والأدباء وأعضاء الجمعيات العمومية، وتضع إمكاناتها في خدمتهم، وتدعم المثقفين والمثقفات جميعهم، وترحب في الوقت نفسه بأي رؤى وتوجهات وملاحظات يرفعها المثقفون والمثقفات إلى الوزارة لدراستها. وأكد أن تجربة الانتخابات تجربة حرة لا تتأثر برؤى منسوبي الوزارة ولا توجهاتهم، وإنما تخضع للأنظمة ومواد اللائحة.
نتائج الانتخابات، كتجربة وطنية رغم ما شاب بعضها من لغط، وطعون، أكدت على مسيرة التنوير والمدنية التي ترعاها مسيرة الوطن في ظل خادم الحرمين الشريفين، وتطلعاته، وراح الكثيرون يرقبون ما ستفرزه من حراك ثقافي ضمن أطر العمل المؤسساتي ومشاركة الجميع فيه.
رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري قال: أنا على يقين تام بأننا في بداية الطريق الصحيح وأن البدايات - وإن كانت عرجاء - لا تلبث أن تستقيم، وعلى ثقة أيضاً أن االمستقبل سيكون أكثر إشراقا في ظل كل ما يقدمه لنا الوطن.
رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان رأى بدوره أن تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية قد اكتملت، وأن الحكم مازال مبكراً ومن المهم عدم الاستعجال في إطلاق الأحكام في الفشل أو عدمه إلا بعد مرور أربع سنوات وتقييمها بشكل إيجابي أو سلبي.
ولعل نجاح تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية، دفع بمؤسسة ثقافية أخرى تمثل الجناح الآخر للثقافة السعودية، وهي الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، التي كشف رئيسها سلطان البازعي أن التوجه نحو تشكيل جمعيات عمومية في فروع جمعيات الثقافة والفنون وتحويلها إلى مؤسسات ذات استقلالية هدف قائم، وأن هناك تفاهماً بين الإدارة العامة للجمعية ومجلس الإدارة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن الجمعية لن تقع فيما وقعت فيه الأندية الأدبية من أخطاء في الانتخابات لكنها ستستفيد حتماً من تجربتها. حيث قدمت فكرة إجراء انتخابات في الجمعية السعودية للثقافة والفنون مساحة تفكير لمجلس إدارة الجمعية برئاسة سلطان البازعي، الذي شدد على التوجه نحو تشكيل جمعيات عمومية في فروع جمعيات الثقافة والفنون وتحويلها إلى مؤسسات ذات استقلالية.
وحول نتائج ومخرجات الانتخابات، وانعكاس ذلك على الحراك الثقافي، كان لرئيس أدبي الرياض الدكتور عبدالله الحيدري رأي، يقول فيه لـ"الوطن": إن عدداً من المثقفين في بلادنا يتعجلون النتائج، ويريدون عملاً بلا أخطاء، وهو محال، وكل أنظمة الدولة طالها التعديل وخضعت للمراجعة، فهل يمكن أن تكون لائحة الأندية الأدبية عملاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ لقد طالب المثقفون وبإلحاح بالانتخابات، وكان عدد من المتشائمين يرون ذلك بعيداً ولن يتحقق، استناداً إلى فشلها في المجالس البلدية، غير أن وزارة الثقافة والإعلام وبشجاعة غير مسبوقة من وزير الثقافة والإعلام ومن معه من المسؤولين أمضوا الانتخابات وساندوها وتركوا للمثقفين والأدباء حرية اختيار من يمثلهم في مجالس إدارات الأندية الأدبية، وكان هذا حدثاً كبيراً بحق في سياق المنجز الثقافي في المملكة، غير أن عدداً من المثقفين والأدباء أخفقوا في مواكبة المرحلة، وسقطت شعاراتهم، وتخلفوا عن الالتحاق بالجمعيات العمومية، ورأينا أندية في مدن يسكنها ملايين لا تتجاوز الجمعية 300 أو أقل.
هل يجب على الوزارة أن تذهب إلى بيوتهم وتقنعهم بأهمية الانضمام إلى المؤسسات الثقافية والمشاركة في اختيار الأكفاء لمجالس إدارات الأندية؟
ومن هنا فقد انضم إلى الجمعيات العمومية (بعض) من ليس لهم علاقة واضحة بالثقافة والأدب، في وقت تخلف فيه عدد من الأكفاء عن الانضمام إليها؛ وهذا ما يفسّر بعض المشكلات التي حدثت في بعض الأندية، وهي تكاد تحصر في ثلاثة أندية على الأكثر من ستة عشر نادياً؛ ولذلك يجب ألا نضخّم الأمور، وألا ننظر إلى الجانب الفارغ من الكأس فقط!