متصل يقول: "أنصح الآباء أن يجعلوا من أبنائهم هلاليين حتى لا يكونوا متعصبين"، وآخر يقول: "لست متعصبا رياضيا إلا إذا كان الهلال طرفا مع النصر"، بينما ذاك مؤمن بأن تصدر النصر للدوري هو قرار حكومي بالنظر إلى الأخطاء التحكيمية التي تصب في مصلحته، في حين يرى آخر أن الاستعانة بسامي الجابر كمدرب للفريق تعد مجاملة على حساب الإنجازات المنتظرة، وأن الهلال لا يمكنه الفوز وتياجو نيفيز على دكة الاحتياط.
بهذه الآراء وأسوأ تتظاهر غالبية البرامج الرياضية في القنوات الفضائية والإذاعات بالمتابعة والموضوعية، لكنها وعلى مدى أسبوع مضى قامت بتعبئة الجماهير بما يكفي إلى درجة الاحتقان والتشنج اللذين سينعكسا سلبا على الاستمتاع باللقاء غدا من الناحية الفنية.
هذه الأحاديث والإسقاطات طالت المجالس على صعيد اللقاءات العائلية، وكذلك شبكات التواصل، وبما أن المتابعين هم جمهور متفاوت من حيث العمر ومستوى التعليم، فإن بعضهم يؤمن بآراء المحللين في تلك القناة إلى درجة الاعتناق في حين إن البعض الآخر يخجل من نفسه إذا أجبر على مشاهدة نفس البرنامج في قناعة إلى السخف والإسفاف.
في الجامعات يدرس طلاب الإعلام نظريات كثيرة، ومنها نظرية الرصاصة أو الحقنة تحت الجلد، حيث تعتمد هذه النظرية على أن وسائل الإعلام تؤثر تأثيرا مباشرا وسريعا في الجمهور، وأن الاستجابة لهذه الرسائل مثل رصاصة البندقية تؤثر بعد انطلاقها مباشرة.
للأمانة، أنا أشك أن بعض مقدمي البرامج يدرك هذه النظرية أو غيرها من نظيرات تأثير وسائل الإعلام، وإنما حصل على فرصة العمل بطريقة "ما حولك مذيع"، وبالتالي فإن النتائج دمار شامل خصوصا عندما يكون طاقم فريق إعداد البرنامج من خريجي كلية الزراعة، ليس تقليلا ولكن إيمان كامل بأن الإعلامي لا يمكنه التعامل مع قضية سوسة النخيل.
عموما.. النهائي سيخالف كل التوقعات والمستفيد الأول والأخير هما الفريق الفائز ووسائل الإعلام، فلا تكن "حبوب كيرم" عزيزي المشجع.