لم يتوقع مواطن سعودي أن قيام طفل برمي كيس مملوء بقطع الخبز وعلبة حليب إلى داخل منزل شبه مهجور عبر نافذة تطل على الشارع في حي البخارية بالطائف، والذي حسبه عبثا، سيكشف له عن حالة إنسانية تحتاج إلى التدخل الفوري. وعندما تقدم إليه لنصيحته فاجأه بقوله: "نحن نفعل ذلك دائما، فهناك عجوز مسنة بالداخل لا تستطيع القيام بشراء غذائها وقضاء حاجاتها"، وعندما أطل برأسه من الشباك شاهد المسنة التي أنهكها المرض وهي تعيش في الرباط بعد أن تخلى عنها أبناؤها.

وعلى الفور اتصل المواطن بالهلال الأحمر السعودي لنقل المسنة إلى المستشفى للكشف عليها وبيان وضعها وحالتها الصحية، حيث تم نقلها إلى طوارئ مستشفى الملك فيصل.

وقال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بالطائف سراج الحميدان: إن المسنة مقيمة من الجالية اليمنية وتبلغ من العمر نحو 70 سنة وتعيش بمفردها في رباط بأحد أحياء الطائف القديمة، وبعد إجراء الفحوصات الأولية لها اتضح أنها تعاني من ضعف عام شديد نتيجة سوء التغذية وجلوسها في مكان غير نظيف لفترة طويلة دون أدنى رعاية، وتم إعطاؤها مغذيات في الوريد وبعض المحاليل، وهي الآن تحت الملاحظة حتى تسترد عافيتها وتتحسن حالتها، ثم تحال إلى الشؤون الاجتماعية للبت في أحوالها بعد الاطمئنان تماما على صحتها.

وذكر الحميدان أنه في مثل هذه الحالات يتم الاتصال بالحاكم الإداري وأخذ الإذن بالعلاج المجاني للأجانب المعسرين، كما أن هناك لجنة تسمى لجنة أصدقاء المرضى تدعم المرضى المعسرين وتقدم خدمة ما بعد العلاج لهم مثل تركيب سماعة الأذن أو صرف كرسي متحرك وتوفير الأدوية لهم بشكل دائم.