وصف الممثل إبراهيم الحساوي المسرح السعودي بـ"الأعرج"، بسبب افتقاره للعنصر النسائي، ورأى أن النصوص التي حصدت جوائز أعدت لمهرجانات خارجية، إضافة إلى أن ميزانيته منخفضة. جاء ذلك خلال استضافته في منتدى "بوخمسين" الثقافي بمدينة المبرز، مساء أول من أمس. وقال الحساوي إن جميع الأدوار التي يؤديها يعيش معها طويلاً وتأخذ منه وقتاً مرهقاً أحياناً، تماماً كما حدث معه في الفيلم القصير "عايش" حينما كان حارساً لثلاجة الموتى ثم انتقل إلى حضانة الأطفال حديثي الولادة، وهذا التضاد بين الموت والحياة سيطر عليه نفسياً بعد انتهاء العمل إلى قرابة 7 أشهر.
وأكد الحساوي أن أدواره التي تتطلب الحقيقة الجادة يؤديها بعيدا عن الابتذال، كما كانت مع الممثلة أسمهان توفيق في "عطر الجنة" عندما قبل يدها ومشط شعرها باعتبارها "أمه" في المسلسل، ولا يمكن تأدية الدور إلا بهذه الطريقة -تعامل الولد مع أمه-. وتابع: فقدت أمي -رحمها الله- وهذا ما يثير في داخلي الذاكرة الانفعالية، ولكن هناك من لا يزال ينظر إلى هذا الجانب حسب الأعراف الاجتماعية بين الحرمة والقبول، وأنا شخصياً أحترم المجتمع ولكن لا أستسلم له، معترفاً بأنه واجه صعوبات لتأديته بعض الأدوار ولكنه تخطاها عائلياً وعلى مستوى محيطه والآخر.
وأضاف الحساوي أنه أعطى مساحة كافية لأعماله التي قدمها في الدراما الخليجية على عكس الأعمال السعودية التي كانت تعج بالنجوم أمثال السدحان والقصبي وراشد الشمراني والشدي وغيرهم، ولأن حركة الإنتاج المحلية في المنطقة الشرقية ضعيفة، وبعد المنطقة عن التلفزيون -آنذاك- ساهم في اختصار مشاركته، وكان المخرجون في الدراما السعودية يحصرونه في أدوار معينة لا توجد فيها مساحة للتمثيل. وكشف الحساوي عن تصوير أعمال ونصوصها لم تكتمل ويغلب عليها الطابع التجاري، وأن بعض الدراما الخليجية استهلاكية ولذلك تفوقت الدراما العربية علينا لأنها اقتربت أكثر من هموم المجتمع، بينما نرى أن الدراما السعودية لا تزال تفتقر إلى معالجة القضايا والأشياء التي تمس المجتمع خصوصاً في التعايش، ولأن سقف الرقابة عندنا منخفض لذلك أثر فيها، وصارت مقتصرة على رمضان للترفيه والتسلية. وخلال اللقاء الذي طرح عدة قضايا حفزت الحضور على المداخلات، قال الشاعر جاسم الصحيح إن ما يميز الفنان إبراهيم الحساوي اتكاؤه على ذاكرة ثقافية كبيرة، وقراءاته منفتحة على الحياة، وهو شاعر شعبي جميل لا يقل في مستواه عما يكتب باللغة الفصحى، وهو كفنان يؤمن بالتكامل بين الأشياء، بينما أكد راعي المنتدى عادل بوخمسين، أن الفن هو من أهم الأمور التي يعتمد عليها الدين في إيصال رسالته وإيصال المعاني فيه، عن طريق الشعر أو الرسم أو التمثيل الذي يحمل صوراً جمالية ورسالة، وهو ما يتوافق مع الدين، لإيصال الأحداث التاريخية كما حدث في تمثيل قصص الأنبياء، وإذا كان الفن موجهاً وذا رسالة لها قيمة فإنه يقوم بدور عظيم جداً، بعيداً عن الابتذال وتجاوز الضوابط الشرعية، وهذا يعطي قيمة للجميع، والدين بحاجة إلى الفن.