رغم الارتفاع المتكرر لسعر التأشيرة البريطانية في غضون خمس سنوات من 800 ريال إلى أكثر من 1200 ريال ثم وصولها إلى 1800 ريال للشخص الواحد حاليا، لم تشكل هذه القضية مشكلة رئيسة للمبتعثين السعوديين في بريطانيا، إلا أن قضية تأخر إصدار التأشيرة أصبحت موضوعا ساخنا يطرحه ويتذمر منه الطلاب في الإنترنت وفي لقاءاتهم المباشرة.

وتحت اسم "تأخر تأشيرات مبتعثي بريطانيا"، طالب عدد من الطلاب الراغبين في الحصول على التأشيرة البريطانية وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية في لندن بالتدخل والتفاهم مع السفارة البريطانية حول هذا التأخير، فيما تسيطر حالة من الخوف والقلق على الطلاب المبتعثين في بريطانيا، والذين ينتظرون إصدار تأشيرات الدخول لهم ولعائلاتهم، إذ تبدأ الدراسة الجامعية في بريطانيا بعد غد الاثنين 16 سبتمبر، وفي جامعات أخرى يوم 23 سبتمبر.

وقام عدد كبير من الطلاب المتضريين من هذا التأخير غير المتوقع بإلغاء وتغيير حجوزاتهم، والتواصل مع الجامعات من أجل إبلاغها بالوضع وسبب التأخر عن الدراسة.

ويقول محمد الهتلان، إنه ألغى حجز السفر يوم أمس الجمعة؛ بسبب تأخر إصدار التأشيرة التي تقدم بطلبها يوم 22 من شهر أغسطس، إذ يفترض أن تبدأ دراسته بعد غد الاثنين، إلا أنه لا مجال للالتحاق بالجامعة في هذا التاريخ، مضيفا في حديثه لـ"الوطن" عبر التويتر، إنه تواصل مع الجامعة التي تفهمت المشكلة وأعطته فرصة الالتحاق بها حتى أسبوعين إلى آخر الشهر الحالي، بينما كان يفضل هو الحضور منذ البداية، وتساءل الهتلان عن سبب هذا التأخير بالرغم من أنه دفع الرسوم الإضافية المخصصة للخدمة السريعة، منوها بضرورة قيام الطلاب الآخرين بالتواصل مع الجامعات البريطانية وإبلاغها بمبررات التأخير عن الحضور.

بينما يطرح الطالب خالد مشكلة أخرى، وهي استغلال السفارة البريطانية للطلاب من خلال إجبارهم على دفع 500 ريال لإصدار التأشيرة بصورة مستعجلة قبل الآخرين، بينما في الحقيقة تصل المدة المستعجلة إلى ثلاثة أسابيع، متسائلا عن الفائدة من دفع رسوم إضافية في حين تتأخر التأشيرة كغيرها من التأشيرات، ويشير خالد في رده على "الوطن"، إلى أنه تواصل مع مشرفه الجامعي من أجل توضيح أسباب تأخره عن الدراسة، وقال إنه لم يدفع رسوما إضافية للخدمة المستعجلة؛ لأن الموظف أخبره بأن المستعجل أسبوع والعادي أسبوعان فلماذا يدفع ما يقارب 1800 ريال له ولعائلته من أجل أسبوع فقط، ولكنه فوجئ كغيره بهذا التأخير.

ويقول طالب آخر قابلته "الوطن" في مركز التأشيرات الموحد في أم الحمام بالرياض، إنه اضطر لدفع أكثر من 2300 ريال لأربعة أشخاص كرسوم إضافية للخدمة المستعجلة من أجل الإسراع بإصدار التأشيرة بينما أبلغه الموظف بأن التأشيرة ستأخذ وقتا من أسبوعين إلى ثلاثة، وذكر أنه دفع ما يقارب 7380 ريالا كرسوم للتأشيرات من غير الرسوم المستعجلة، وفي ردود أخرى لمبتعثي بريطانيا، يتساءل عدد من الطلاب: هل التأخير يكون بسبب رغبة السفارة في تحصيل رسوم إضافية من خلال إجبار الطلاب على دفع رسوم الخدمات المستعجلة!، أم بسبب تصرف فردي من قبل الشركة المفوضة من قبل السفارة البريطانية لاستقبال طلبات التأشيرات.

وتشتكي أم طلال التي ما زالت تنتظر التأشيرة منذ ثلاثة أسابيع بالرغم من دفعها للرسوم الإضافية للخدمة المستعجلة، في حين تواصلت مع الجامعة التي رفضت بدورها مبرر التأشيرة من أجل التأخر عن موعد الدراسة. وأشارت أم طلال إلى أنها تقدمت لإصدار التأشيرة قبل دراستها بشهر تقريبا بسبب تأخر إجراءات الملحقية.

ويشتكي طلاب آخرون من عدم قدرتهم على الاتصال بمركز التأشيرات الخاص بالسفارة البريطانية، إذ لا يوجد رد على أرقام الهاتف المخصصة للتأشيرات، وقامت "الوطن" بالاتصال يوميا على أرقام الهواتف في الرياض وجدة والخبر على مدار أسبوع كامل من يوم الأحد وحتى الخميس للتأكد من ذلك، وبالفعل لم تحصل على رد لأي من اتصالاتها المتكررة، إذ تكون الأرقام إما مشغولة أو دون رد، ويذكر أن "الوطن" أجرت تجربة الاتصال بهذه الأرقام في العام الماضي وكانت النتيجة عدم الاستجابة لأي من اتصالاتها.