حذر مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، من إخراج الأضاحي خارج البلاد، واصفاً ذلك بالفهم الخاطئ، مبيناً أن تعمد إخراج الأضحية إلى الخارج، بغرض التوفير لمن تكون لديهم وصايا، بحجة أن يكون أسعارها بالمملكة باهظة وفي البلاد المحتاجة يكون سعرها أقل، أو من يعتقدون بأن إنفاقها في بلاد مستحقة فقيرة خير من دفعها في البلاد، فهم خاطئ، مضيفاً: "فالأضاحي ليست للدماء واللحوم وإنما هي عبادة لهذه الشعيرة، وإظهار لها وإعلان وعناية بها".
وتابع آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامعة الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، "فإذا أنفقنا أضحياتنا وعقيقة أطفالنا، إلى خارج بلادنا فتنتفي هذه الشعيرة، ويخفى على الناس شأنها، فهذا أمر خطير ولا يجوز تصور ذلك، وأن الواجب علينا أن نذبح أضاحينا في بلادنا، وأن يكون عندك حب الخير والتصدق، فبابه مفتوح، أما تعطيل هذه الشعيرة واستلام مغلات الأوقاف بالألف، ثم تعجز عن قيمة واحدة أو اثنتين وتقول غالية الأثمان، فأنت لا تدري تذبح الأضحية في وقتها أم لا".
وقال آل الشيخ أنه من المعلوم في الإسلام أن الأضاحي سنة ثابتة دل عليها كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عيه وسلم- وتوارثها المسلمون، مبيناً أنه من الخطأ، تجميع أموال أضاحي المسلمين بقصد أداء أضحياتهم في الخارج، وتوفير مبالغهم وتحمل ما لا يطيق، ومن ثم لا يرسلها نتيجة تأخر في ذهابها، جاء ذلك بعد سرد قصة أحد الذين اتصلوا عليه في أحد الأعوام، ممن جمع أموالاً، وأتى عيد الأضحى ولم يرسلها.
وأضاف مفتي عام المملكة، "إن توحيد الله هو أول واجب دعت إليه الرسل وهو أساس دعوتهم وهو أعظم حق لله على العباد، وكلمة "لا إله إلا الله" إذا استقرت بالقلب يعظم الإيمان وتقوى الطاعة، وما تزداد هذه الكلمة ترسيخاً بالقلب حتى يزين حال العبد، وتستقيم أحواله ظاهراً وباطناً وكل معصية تنقص من شأنها، والشرك بالله يبطلها".