أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس في خطبة الجمعة أمس، على أهمية الفهم والإدراك والنضج العقلي في قيام الحضارات والحفاظ عليها.
وقال إنه في عصرنا الراهن إذا أمعنا النظر في واقع أمتنا الإسلامية لألفيناه يعاني الضمور والشروخ لانتشار الشائعات والأقاويل واستشراء الأكاذيب والأباطيل والطعن في النيات ورشق الرموز الكرام من الربانيين الأعلام، محذرا من الانصياع لجشاءات الشبكات العنكبوتية ونزيف المواقع التواصلية دون تفعيل العقل، وأضاف: "استفيد منها على حسب التدبر والكلام، وليس كلام أهل العلم كسائر كلام الناس وعلى هذا يجري القياس فأين الخطباء الأكياس".
وشّدد إمام وخطيب المسجد الحرام على أنه يجب تأصيل أجيال الأمة وكواكب شبابها على الوعي الكامل والفسيح والنظر الثاقب الصحيح، مشيرا إلى ضرورة التوعية بمغبات الفتن بما يكشف أخطارها على الأمة، وقال: "عندئذ ستحمد أمتنا ثراها وتحقق - بإذن الله - أجّل غاياتها ومناها".
وختم الشيخ السديس خطبته قائلاً إننا نقدر للأمة الإسلامية وعيها وتفهمها وتجاوبها الكريم حيال التخفيف من نسب الحجيج هذا العام وتأجيل المجيء إلى المسجد الحرام إبان المشروعات العظام وما ذلك إلا للمصلحة الراجحة العامة والمنفعة المباركة التامة من تلك المشاريع التوسعية العملاقة التي يقوم بها ولاة الأمر خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما ألا جعل الله ذلك في موازين حسناتهم وأدام توفيقهم وحفظهم وأجزل من المثوبة والإنعام حظهم.
وفي المدينة المنورة، قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، إن صلة الرحم حق طوقه الله الأعناق وواجب أثقل الله به الكواهل وأشغل به الذمم، مبينا أن قطيعة صلة الرحم شؤم في الدنيا ونكد وشر وضيق في الصدر، فعقوبتها أليمة في الآخرة. وأضاف: إن صلة الرحم هي بذل الخير لهم وكف الشر عنهم وعيادة مريضهم ومواساة فقيرهم ونفعه وإرشاد ضالهم وتعليم جاهلهم والحزن لمصيبتهم ورحمة صغيرهم والصبر على أذاهم، محذرا فضيلته المرأة المسلمة بأن لا تكون سببا للقطيعة بنقلها الكلام ودفنها المحاسن، داعيا إياها لأن تتقي الله تعالى وإصلاح ذوي القربى ولا تكن القطيعة من قبلها.