أقر النظام السوري، للمرة الأولى، بفشله في تحقيق نصر عسكري حاسم على قوات المعارضة المسلحة. وقال نائب رئيس وزرائه قدري جميل في مقابلة نشرتها صحيفة "ذي غارديان" البريطانية: "النزاع بين النظام ومقاتلي المعارضة وصل إلى طريق مسدود، ولن يستطيع أي من الجانبين حسمه. فلا المعارضة المسلحة ولا النظام قادران على إلحاق الهزيمة بالمعسكر الآخر. وميزان القوى لن يتغير قبل فترة". وأضاف قدري بأن حكومته سوف تطلب وقفاً لإطلاق النار في حال انعقد مؤتمر جنيف 2 لتسوية الأزمة. وأضاف: "نهاية كل تدخل خارجي هي وقف للنار وإطلاق عملية سياسية سلمية، بما يمكِّن الشعب السوري من تحديد مستقبله بطريقة ديموقراطية وبدون نفوذ خارجي. وإذا تمت الموافقة على وقف إطلاق النار من قبل مسلحي المعارضة، فإنه يتعين أن يتم ذلك تحت إشراف دولي، شريط أن يأتي المراقبون من دول محايدة وصديقة". ومضى قدري قائلاً: "يجب أن لا يخشى أحد استمرار النظام في شكله الحالي. لأسباب ملموسة عدة، انتهى النظام بالشكل الذي كان عليه. ولتحقيق إصلاحاتنا التقدمية، على الغرب وكل المتورطين في سورية أن يدعونا وشأننا".

على صعيد ميداني، صعدت قوات النظام السوري حربها ضد المدنيين في سورية، وقامت أمس بمواصلة قصفها للعديد من المدن والمحافظات، وسط استمرار الاشتباكات. ففي ريف دمشق استهدف الطيران الحربي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، مع قصف بالمدفعية الثقيلة على داريا ومعضمية الشام، فيما شهدت مدينة زملكا اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي الذي تدعمه جحافل الشبيحة. كما تعرض مخيم اليرموك وحي برزة لقصف مدفعي عنيف، إضافة لاستمرار قصف الطيران الحربي لحيي "جوبر" و"القابون". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سيارة مفخخة انفجرت فجر أمس في حي جوبر، مستهدفة مبنى تتمركز فيه القوات السورية تبعته غارات حربية على مناطق عدة بالحي.

كما أعلنت الهيئة العامة للثورة سقوط عشرات القتلى في مناطق حمص ودرعا وحماة وحلب ودمشق وريفها. ففي حمص سقط 33 شخصاً، بينهم قتلى سقطوا في غارات لقوات النظام على الرستن في الريف الشمالي، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على الدار الكبيرة وتلبيسة والحولة. وفي مدينة الحولة والريف الشمالي لمدينة حمص لقي 12 شخصاً مصرعهم، وأصيب آخرون في اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، كما استهدف الطيران الحربي المدينة، وفق الهيئة العامة للثورة السورية. وكان الجيش السوري الحر قد أعلن بدء معركة "صدى الغوطة".

وفي حماة المجاورة واصلت كتائب المعارضة المسلحة السورية هجومها الذي أطلقت عليه "معركة العاديات"، بهدف تحرير حواجز وقرى من قبضة قوات النظام في مناطق مختلفة من ريف حماة الشمالي. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن الطيران الحربي شن غارات على قرى الريف الشمالي، وقرية الحويز بسهل الغاب. ياتي ذلك في الوقت الذي تطوق فيه قوات النظام والشبيحة حي باب قبلي بحماة لاقتحامه بعد اشتباكات مع عناصر من الجيش الحر.

أما في درعا بجنوب البلاد فقد سقط قتلى وجرحى في قصف للقوات النظامية على أنخل، كما قصفت تلك القوات بالدبابات عدة أحياء بالمدينة إضافة إلى مدينة المتاعية بريف المدينة.

وفي حلب سقط عدد من القتلى والجرحى في قصف لقوات النظام في معارة الأرتيق، كما تعرض حي الميسر لقصف مدفعي، إضافة لقيام قوات النظام بقصف مكثف على مناطق حيان والسفيرة والقبتين ومحيط مطار كويرس والجماجمة والجديدة بالمدفعية الثقيلة.