انفجرت عبوة ناسفة في حافلة جنود تابعة للأمن المركزي على أحد الطرق بمدينة رفح أمس أثناء سير 3 حافلات كانت تحرسها مدرعة تابعة للجيش، ما أدى لإصابة 10 جنود. وقالت مصادر أمنية، رفضت ذكر اسمها، إن مجهولين قاموا بوضع العبوة على حافة الطريق بمنطقة سادوت، وانفجرت العبوة لحظة مرور الحافلة، وأضافت "أبطلت قوات الأمن مفعول عبوة ناسفة قبل انفجارها، بعد أن أبلغ الأهالي بتجمع أبو رفاعي جنوب الشيخ زويد عن وجودها، وأن مجهولين قاموا بزرعها في طريق المدرعات التي تقوم بعملية تمشيط وملاحقة للعناصر المسلحة، وأعقب ذلك محاولتان لتفجير آليات عسكرية أثناء تحركها على طريق الشيخ زويد رفح".

إلى ذلك، شهدت العاصمة المصرية القاهرة أمس انتشاراً أمنياً مكثفاً بالتزامن مع دعوات جماعة الإخوان للتظاهر. وأغلقت قوات الأمن شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين، والشوارع المؤدية إلى ميدان مصطفى محمود، بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة. كما كثفت القوات من وجودها بمداخل شارع جامعة الدول العربية، وشارع البطل أحمد عبدالعزيز، وطالبت المارة وسائقي السيارات بتغيير خط سيرهم عن محيط نقطة التمركز الأمنية. وكانت الجماعة قد دعت إلى التظاهر احتجاجاً على العملية العسكرية التي أدت إلى السيطرة على أنحاء بلدة كرداسة في أعقاب اشتباكات وقعت بين مسلحين وقوات الأمن والجيش المصريين.

وكانت سلطات الأمن قد شنت حملة تمشيط واسعة فجر أمس على البلدة التي تعتبر معقل الإسلاميين جنوب القاهرة، والتي شهدت معارك أول من أمس. وقال التلفزيون الرسمي إن إطلاق النار الغزير والمعارك التي استمرت حتى وقت متأخر من ليل أول من أمس قد توقفت. وبث التلفزيون مشاهد لسكان في الشوارع قالوا إن المتاجر أعادت فتح أبوابها، فيما واصل رجال الشرطة المداهمة حيث لا يزال هناك حوالى 140 شخصاً من المطلوبين أمنياً هاربين، وأكدت معلومات أمنية وجودهم في البلدة. وتأتي مداهمة كرداسة بعد 4 أيام من عملية مماثلة قامت بها قوات الجيش والشرطة في بلدة "دلجا" بمحافظة المنيا في صعيد مصر، التي كان يسيطر عليها إسلاميون مسلحون موالون لمرسي متهمون بحرق كنائس، وترويع الأقلية المسيحية المقيمة في البلدة.

من جهة أخرى، قال المستشار السياسي للرئاسة الدكتور مصطفى حجازي إن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي قد يصبح رئيساً لمصر، مدفوعاً بموجة من التأييد الشعبي، وأضاف في تصريحات إعلامية: "السيسي قائد عسكري، ولو لم يظهر قائد مناسب بحلول الانتخابات، فإنه قد يتقدم للاضطلاع بهذا الدور، خاصة وأنه تحول إلى رمز، وإذا كان الشعب يريده أن يكون في هذا المنصب، فلم لا؟".

في المقابل، قال الكاتب الصحفي عبدالله السناوي إن السيسي لن يترشح للرئاسة حتى لو خرجت الملايين للشوارع وأغلقتها لأسبوع، وأضاف: "ترشح السيسي مشكلة وعدم ترشحه مشكلة أيضا، لأن هناك ولاءات واضحة في الجيش والأجهزة الأمنية لوزير الدفاع، وفي حالة تولي شخصية أخرى الرئاسة سنجد أنفسنا أمام دولة برأسين، وسيكون هناك صراع مكتوم بين رأس الدولة ورأس الجيش".

في غضون ذلك، قال مسؤول التنظيم والمتابعة بحملة "امنع معونة" عبدالرحمن صباحي، إن عدداً من الأحزاب السياسية فتحت مقراتها للحملة لحفظ استماراتها التي وقَّع عليها عدد كبير من المواطنين، وإن هدف الحملة هو الانتشار في كل المحافظات والمراكز والقرى والعمل على توصيل أخطار المعونة الأميركية بمعلومات بسيطة للمواطنين. في سياق منفصل، شيعت أمس جنازة مساعد مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج الذي استشهد متأثراً بإصابته بطلق ناري أثناء مشاركته في عملية تطهير كرداسة من البؤر الإجرامية، وكان في مقدمة المشيعين رئيس مجلس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ورئيس الأركان الفريق صدقي صبحي. وكان فراج، قد أصيب بطلقات نارية في بطنه خلال المواجهات التي دارت مع العناصر الإرهابية بكرداسة أول من أمس، ولقي حتفه قبل أن يصل المستشفى، متأثراً بنزيف شديد جراء إصابته. وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، إن استشهاد فراج دلالة على أن قيادات الشرطة في الصفوف الأمامية في المعركة ضد الإرهاب.