طالب 4 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بفرض عقوبات على عدة بنوك روسية كبرى من بينها "في تي بي" و"غازبروم"، بعد ورود معلومات عن وجود أرصدة لكبار المسؤولين السوريين فيها. وأضافوا في رسالة بعثوا بها إلى الرئيس باراك أوباما، أن هذه المصارف تدعم الحكومة السورية مالياً على مدى العامين الماضيين، ويتعين على واشنطن تجميد أرصدتها ومنع العاملين فيها من دخول الأراضي الأميركية. في سياق منفصل، كشفت مصادر إعلامية أميركية أن السبب الرئيسي في عودة المفتشين الدوليين إلى روسيا هو الضغوط التي مارستها الإدارة الأميركية على الأمم المتحدة لإكمال مهمة الفريق الأممي، وتحديد هوية الطرف الذي قام بالهجوم الكيماوي على ريف دمشق في الحادي والعشرين من الشهر الماضي. وأضافت المصادر أن الإصرار الأميركي جاء كرد فعل على تعنت موسكو وتمسكها بأن المعارضة السورية هي التي قامت بذلك الهجوم "لاستفزاز الحكومة واستجلاب التدخل الدولي".

وعن أسباب روسيا للتمسك بموقفها قال الباحث السياسي بمعهد كارنيجي، ماثيو تراجر في تصريحات إلى "الوطن" "موسكو مصرة على الدفاع عن حليفها الأسد حتى النهاية، ولو أدى ذلك إلى إفقادها مصداقيتها. كما أنها متمسكة بمعارضة أي جهد دولي يرمي إلى معاقبة دمشق إذا لم تف بالتزاماتها، مما يضع الولايات المتحدة في موقف صعب، قد يدفعها مجدداً للتحرك ضد الأسد بصورة أحادية". وأضاف "الإصرار الروسي على نفي تهمة الهجوم الكيماوي عن نظام دمشق ونسبه إلى المعارضة، وانتقاد تقرير المفتشين سببه هو أن التقرير أكد بوضوح وجود أدلة تشير إلى استخدام صواريخ روسية الصنع لحمل الرؤوس الكيماوية. وقد حصل المفتشون في مكان الهجوم على أجزاء معدنية نقشت عليها حروف روسية". وتابع قائلاً "كل المؤشرات تفيد أن الصواريخ التي حملت الغازات السامة انطلقت من منطقة تضم قاعدة عسكرية كبيرة للحرس الجمهوري السوري. وقد أكد رئيس فريق المحققين، أوكا سالستروم أن السلاح الكيماوي الذي تم إطلاقه مصنوع باحتراف ولا يحمل سمات الأسلحة بدائية الصنع، وأن جودة غاز السارين تفوق الغاز الذي استخدم في برنامج أسلحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين". من جانبها، رفضت الأمم المتحدة تشكيك روسيا في نزاهة مفتشيها، وردت بحزم على تصريحات وزير خارجيتها سيرجي لافروف الذي وصف التقرير بأنه "مسيس وانتقائي ويحمل تصورات مسبقة". وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نسيركي "إذا لم يعجب التقرير وما احتواه من نتائج، الحكومة الروسية أو وزير خارجيتها فهذه ليست مشكلة المفتشين أو الأمم المتحدة. النتائج في هذا التقرير لا جدال فيها، وهي تتحدث عن نفسها وكانت موضوعية تماماً". إلى ذلك، أشادت وزارة الدفاع الأميركية بموقف المعارضة السورية المعتدلة ورفضها التعاون مع المتشددين، وقالت إن تأكيدات رئيس الحكومة الموقتة أحمد طعمة بعدم وضع أيديهم مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومحاربتهم للمتطرفين في مدينة إعزاز، إضافة لقيام المقاتلين الأكراد بطرد الإرهابيين من مدينة علوك على الحدود مع تركيا، يمثل إعلاناً بموقف المعارضة السورية ورفضها لكافة أشكال الإرهاب. وأضاف المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل في لقاء مع قناة فوكس نيوز أمس "هذه المواقف الواضحة هي رد على من زعم أن أنصار القاعدة يسيطرون على المعارضة السورية، وسنواصل من جانبنا دعم هذه الفصائل المعتدلة حتى تفرض كلمتها على أرض الواقع في سورية". وكان لواء التوحيد التابع للجيش السوري الحر قد دخل أول من أمس في اشتباكات عنيفة مع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام".