شابٌ جامعي، يعمل في وظيفة حكومية مستقرة، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، ينتظر العطلة الصيفية ليسافر من أسبوعين إلى ثلاثة خارج المملكة للسياحة، يفكر أن يغيّر سيارته ولكن بعد مرور أربع سنوات على "موديلها" الحالي، هل بقي شيء من تفاصيل حياة صاحبنا؟ لا أعتقد ذلك، فالبقية لا تعدو كونها تفاصيل عادية تتكرر يوميا.

المشكلة هنا، أن صاحبنا يشعر كما لو أنه بلا فائدة في الحياة، وكأن حياته تحولت إلى دوامة من التكرار الممل، والالتزامات التي لا فائدة منها، هو يقرّ أن دفاعاته السلبية هي من تجعله لا يجرؤ على اتخاذ قرار تغيير وظيفته، أو حتى محاولة تجربة نفسه في التجارة! مجرد التفكير بتغيير نمط حياته يصيبه بتلبك معوّي، ويزيد الطين بلة ما يحدث من تكسير للـ"المجاديف"، حينما يطرح بذرة فكرة جديدة أمام أصدقائه في الاستراحة، فهم متخصصون في جمع العقبات، وتثبيط أي حالم.

على أية حال.. دعني أخبرك عزيزي: لن تستطيع تغيير واقعك ما لم تغير نظرتك إليه، فالرتابة تنتج جوا رتيبا في نهاية الأمر، والركون إلى الهدوء لن ينتج حياة جامحة أو أحداثا مثيرة، لذا تكمن الخطوة الأولى في أن تؤمن أن التغيير يبدأ منك أنت، وأن هذا التغيير ليس بالضرورة أن يكون "دراماتيكيا" مثل أن تستقيل من وظيفتك، أو تضع كل مدخراتك في مخاطرة تجارية، بل يبدأ من تغيير بعض التفاصيل البسيطة في حياتك اليومية، وأن تبدأ بالبحث عن هوايات جديدة، وأصدقاء جدد, وقد يكون التغيير مقترنا بأن تعود من جديد إلى مقاعد الدراسة لدراسة شيء تحبه أنت وليس الآخرون.

أنت فقط حاول ولوّ مرة في تغيير شيء بسيط، حينها سوف تمتلك الشجاعة لتغيير ما كنت تؤمن أنه من مسلمات حياتك.. حاول وسوف ترى.