أعربت طالبة الدراسات العليا في جامعة بكين للغات والثقافات الصينية ثريا عن سعادتها بزيارتها الأولى للمملكة والمشاركة في كرنفال عربي تاريخي، متمنية أن تصلهم فعاليات السوق في الصين، معتبرة وجودها في عكاظ نقلا لتجربتها مع اللغة العربية في دولة كالصين يسكنها أكثر من مليار نسمة لا يتحدث منهم العربية إلا القليل.
ثريا أضافت في حديثها إلى "الوطن"، أنها قبل التحاقها بالجامعة لم تكن تعرف شيئا عن اللغة العربية أو العالم العربي، موضحة: اخترت اللغة العربية كاختصاص لأن المنطقة العربية كانت غامضة بالنسبة لي، واللغة العربية من أكثر اللغات في العالم انتشارا، حيث يتحدث بها مئات الملايين في العالم العربي وخارجه، وهي لغة الحضارات العظيمة ولغة القرآن الكريم والدين الإسلامي الذي يعتنقه ما يقارب الملياران من البشر.
ثريا أضافت مفضلة: لنا تاريخ مع اللغة العربية إذ دخلت الصين مع دخول الدين الإسلامي إليها في القرن السابع الميلادي لتنتشر بعد ذلك في كل أرجائها وتدريسها بين المسلمين الصينيين والآن هي تدرس في الجامعات الحكومية، وأنا درستها لمدة 6 سنوات وسوف أتخرج في السنة القادمة، والجامعات الصينية أعدت كثيرا من المناهج الخاصة للتكيف مع عادات الطلاب الصينيين في دراسة اللغة الأجنبية وخاصة اللغة العربية وتتضمن الحوار والنص والقواعد والكلمات والجمل المفيدة، كما تتضمن التعريف عن الدول العربية والدين الإسلامي، كما أن التكنولوجيا ساعدت في شيوع اللغة العربية بالجامعات، كما ساعد وجود معلمين للغة العربية من العرب ومن الصينيين على تعلم اللغة العربية الصحيحة.
ثريا التي ارتدت الزي السعودي خلال أيام سوق عكاظ، أشارت إلى أن البيئة الدراسية في جامعتها متميزة جدا، وبينت أن جامعتها تدعى "الأمم المتحدة المصغرة"، ويدرس فيها الطلاب الأجانب من أنحاء العالم، حيث يبلغ عدد الطلبة العرب وخاصة السعوديين، نسبة كبيرة جدا وهذا الأمر فرض التحدث باللغة العربية لدى الطلبة الصينيين. وتابعت: من أهم البيئات تميزا لدينا في الجامعة هي "ثقافة الرفيق" كمصاحبة طالب عربي وطالب صيني، بحيث يدرس كل منهما لغة الآخر عن كثب، كما أن الطالب الصيني يمكن له الدراسة في الدول العربية ولديه فرصة للتدرب على اللغة العربية دون الذهاب إلى دولها، وذلك بمشاركاته في الترجمة والندوات العربية المقامة في الصين.
شاعر شباب عكاظ يتحفز
على صعيد آخر، وسوق عكاظ في آخر أيامه، قال شاعر شباب عكاظ حيدر عبدالله: إن لقب بحجم شاعر شباب عكاظ له انعكاسه الداخلي والخارجي على نفس المبدع، خصوصا إذا كان في بداية مسيرته الشعرية، مشيرا إلى أن الانعكاس الداخلي هو محفز كبير للمبدع يتحمل مسؤولية تجاه موهبته والصعود بها لآفاق واسعة وفضاءات أجمل وإخلاص أكبر، وأضاف أن الانعكاس الخارجي تمثل لديه في الزخم الإعلامي والعلاقات التي كونها مع زوار عكاظ وضيوفه من الأدباء والمثقفين والأكاديميين، مبينا أن هذا الحضور الإعلامي يدعمه ويضيف له ما لم يضفه له لقب آخر أو إنجاز محلي أو دولي.
حيدر ذكر أن تجربته الشعرية بدأت منذ المرحلة الابتدائية ولم تنضج إلا في المرحلة الجامعية، وأنه يعتبر نفسه في البداية، ولا يطمح لتحقيق جوائز بقدر ما يطمح إلى أن يقرأ شعره ويحفظه البسطاء والعامة فهي أكبر جائزة، والألقاب وإن كانت حافزا وتشجيعا هي غاية المبدع. إلى ذلك، قالت الفائزة بالمركز الثالث في مسابقة "لوحة وقصيدة" الفنانة مليح عبدالله وهق، إن الفن التشكيلي موهبة لم تدرسها، بل إنها تمرست على هذا الفن من خلال متابعتها للإنترنت والتواصل مع الفنانين، مؤكدة أن دراستها للحاسب الآلي لم تصرفها عن الموهبة التي أبدعت فيها منذ الصغر وتطورت إلى أن وصلت لعكاظ، مشيرة إلى أن زوجها كان داعمها الأول، وكشفت عن أنها تجهز معرضا شخصيا لها، من خلال مرسمها الخاص بمنزلها الذي يشاركها فيه أطفالها، حيث تساعدهم على تعلم الفن.