كثفت السلطات اليمنية مدعومة من الدول الراعية للمبادرة الخليجية الخاصة بنقل السلطة في البلاد من مساعيها لحث الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار على إنجاح المؤتمر والخروج من المأزق الذي وضعته أمامها بعض القوى السياسية أبرزها حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح بانسحاب ممثليه في اللجنة المعروفة بـ(8 + 8).
واشتكى حزب صالح من تعرضه لضغوط للقبول بتسوية قال إنها تتقاطع مع رؤيته لحل القضية الجنوبية. وقال القيادي بالحزب ياسر العواضي هناك إجماع لدى قيادة المؤتمر على موقف موحد تجاه الضغوط التي تتعرض لها لقبول وتمرير ما أسماها "وثائق مفخخة" في مؤتمر الحوار، مبينا أن "هذه الوثائق" لا تحل مشاكل اليمن شمالا وجنوبا إنما تعقدها. وأوضح العواضي أن "المؤتمر الشعبي لن يكون طرفا في اتفاق يمزق شعب اليمن مهما كلفه ذلك وإن أرادت القوى السياسية ذلك فلتذهب وحدها". وأضاف "نواجه ضغوطا لم تحدث حتى أيام الأزمة لقبول وثائق مفخخة في الحوار ولا تحل مشاكل لا في الجنوب ولا في الشمال بل تعقدها".
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي هاجم الرؤية القاصرة لحزب المؤتمر دون أن يسميه، قائلاً إن "بعضاً من القوى السياسية لم تستوعب الوضع أو معطيات المبادرة بصورة دقيقة لذلك تتأرجح في مواقفها أحيانا وفقا لمستجدات مزاجية وأنانية تعتقد أنها ستضع العصا أمام العجلة وتعطل مسيرة التسوية التي يدعمها المجتمع الدولي كله".
وأكد أنه لا يحق لأحد الاعتراض على المخارج الوطنية والطبيعية والموضوعية التي يتبناها مؤتمر الحوار لأنه دخل لإخراج اليمن إلى آفاق السلام والتطور وانبثاق منظومة حكم جديدة تواكب التطور والحداثة وتطوي صفحة الماضي إلى الأبد.
من جهة ثانية شددت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار على ضرورة تسليم فرق العمل تقاريرها اليوم بحسب إعلان سابق للهيئة، وأكد بلاغ لها أن لجنة التوفيق ستقوم بمراجعة التقارير النهائية والتوفيق بين مخرجاتها وحسم ما سبق رفعه من قبل الفرق وفقا للآلية المحددة في النظام الداخلي.
ودعت هيئة الرئاسة الأعضاء إلى ضرورة الالتزام بالمحددات الزمنية من أجل البدء في الجلسة الختامية.
وأشار نائب الأمين العام للمؤتمر ياسر الرعيني إلى أن التصويت على وثيقة لجنة (8 + 8) سيتم خلال اليومين القادمين، مشيراً إلى أن مؤتمر الحوار سيتم تمديد أعماله حتى الأسبوع الثاني من أكتوبر المقبل.
وفي عدن وقعت اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الحراك الجنوبي سقط خلالها قتيل وعدد من الجرحى بعد محاولات لقوات الأمن فض عصيان مدني تلبية لدعوة الحراك المؤيد لنائب الرئيس السابق علي سالم البيض.
وكانت قوات الأمن اقتحمت فجر أمس ساحة الحرية بمنطقة خورمكسر، لمنع إقامة تظاهرة ترفض مخرجات الحوار الوطني.