التقنية والبرامج الحديثة تستحوذ على الإنسان المعاصر بشكل كبير، خاصة تلك التي تجلب معها المتعة والفائدة والتسويق -لدى البعض-.

فمثلاً "الإنستقرام" من البرامج التي لها شعبية واسعة على مستوى العالم، ومن المعروف أن يتشارك فيه الشخص بيومياته مع من يتابعه باستمرار.

وذات مرة كنت مدعُوة عند صديقتي في منزلها، وقامت بتصوير طاولة الطعام وعليها أشهى وأطيب المأكولات، ومع ثورة "الإنستقرام" التي نعيشها شاركت بالصورة على حسابها الشخصي في الإنستقرام، ولكن بعدها بفترةٍ وجيزة دخلت في نوبة ضحك عالية، وعندما سألتها قالت لي إن أحدهم كتب لها مُعرباً عن رأيه "أنتم يالسعوديات ما عندكم إلا الأكل والنوم، بدليل أن أغلب صوركم عالإنستقرام أكل"، وآخر كتب لها قائلاً: "تصوير طعامك لا يدل على رفاهيتك بل على خلل نفسي تعاني منه بحسب الدراسات الحديثة"، وهذا التعليق شد انتباهي بشكلٍ كبير لأنه ذكر في النهاية اسم الصحيفة الشهيرة -ولا يحضرني اسمها- وبالتالي أغلب الناس تصدق الدراسات وخاصة الغربية، وهذا شيء غير مقبول لأن أغلب دراساتهم تخصهم وتخص مجتمعاتهم، وبإمكان السيدة الغربيّة أو -غيرها- أن تضع صوراً للطبيعة الخلابة بدلاً عن الطعام، أو أن تشارك بصورها مع أسرتها وأطفالها عبر حسابها في "الإنستقرام" من دون أي خوف أو حرج، بعكس السيدات السعوديات!

الزبدة: كفوا رجاءً عن تلك التعليقات المحبطة، لأننا -وكما تعرفون- مجتمع يخلو تقريباً من الطبيعة والأماكن السياحية الجيدة، بالإضافة إلى أننا مجتمع محافظ، وتصوير الطعام والمشاركة به أفضل بكثير من وضع ما لا يليق.