هناك من يعممون أخطاء الحكام بأن (جميع) الأندية استفادت وتضررت من أخطاء الحكام، ويوجد متنافسون يرصدون ما يضر فريقهم ويساعد منافسهم، لتأكيد أن الفريق الفلاني سيفوز لا محالة بالدوري، وأن كأس ولي العهد لفريق آخر، وكأس الملك لفريق ثالث، وهذه تهم مخجلة ومبكية، وفي الوقت ذاته من الصعب، إن لم يكن مستحيلا، أن تقنع هذا الفريق أو ذاك بعدم صحة هذا التآمر، حمانا الله وإياكم من الظلم والبهتان والقهر.
الأخطاء تتفاقم بلا هوادة، ولم تعد الثقة بما يساعد على متابعة مباراة خالية من الأخطاء الضارة والفادحة، وعلى الرغم من النجاح الذي حققته لجنة الحكام العام الماضي برئاسة عمر المهنا وفي وقت كنا نتوقع مزيدا من النجاح وارتفاع مستوى حكام جدد في عنفوان الشباب أبهرونا العام الماضي، إذا بهم يتهاوون بأخطاء مزعجة وبما يثبت أن هناك أسبابا كثيرة وقوية أدت لهذا الخلل والتواضع الفني والإداري للكثير منهم..!
لم تقتصر الأخطاء على مصلحة فرق كبيرة، بل في مباريات لذوي المنطقة الخطرة وممن تقاتل لدخول المنطقة الدافئة، ولم يبق مدرب أو مسؤول، ربما عدا نادي الفتح، إلا وتذمر وخرج عن المألوف، وهناك من قفز بالتهم الخطيرة إلى التحذير من مغبة تهور الجماهير..!
وشاهدنا حكاما في ثلاث مباريات من الجولة الـ19 يغادرون الملعب تحت غطاء رجال الأمن لدرء انفلات مسؤولين ولاعبين وجماهير، ما ينذر بما هو أكثر خطورة ويحتم حماية التحكيم بقرارات عاجلة يتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى لو اضطر لعقد اجتماع استثنائي.
وفي مقام ما هو آت من مباريات حساسة وجماهيرية وبطولية على جميع المستويات، من الأفضل، إن لم يكن واجبا، الاستعانة بحكام أجانب في نهائي كأس ولي العهد، كي يكون الختام جميلا وفي مستوى الحدث بما لا يدع مجالا لتشويهه بعد المباراة بتصريحات مسيئة، ليس تشكيكا في الحكم السعودي بقدر ما هو محاولة للمحافظة عليه وعدم المكابرة، خصوصا أن مباراتي الدور نصف النهائي أعطت مؤشرات لحكام مميزين ويجب المحافظة عليهم وعدم حرقهم، وسبق وأثنيت عليهم الأسبوع الماضي.
وفي جانب أكثر أهمية، وبما أننا نسمع الكثير من النقد والهجوم اللاذع وتوزيع التهم، فإن الأهم أن نعرف أسباب الخلل في ظل اعتراف الجميع بالأخطاء الفادحة، يتقدمهم رئيس الاتحاد أحمد عيد، ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا، وهنا أقترح أن يدعو اتحاد القدم وبأسرع وقت إلى اجتماع ويعين لجنة ربما برئاسة الدكتور عبدالرزاق أبو داود، للاجتماع بالحكام أو أغلبهم ممن يرتجى فيهم الصراحة والوضوح ومناقشتهم، سواء بوجود عمر المهنا وأعضاء اللجنة أو بعدم وجودهم.
فالواضح أن الأخطاء لها علاقة بالتأهيل والتدريب والتوجيه، مثلما في بعض الأخطاء التي يكون الحكام فيها بعيدين عن موقع الحدث أو ضعف تمركز وتركيز، وقد يقدم الحكام تبريرات أخرى. وأنا على يقين أن من بين الأسباب اختلاف الأعضاء عن اللجنة السابقة، وتقليص العدد وعدم التفرغ.
وسبب آخر ربما يكون مدخلا لما هو أوسع أو قد يكون كافيا في جانب تأهيلي نفسيا، متابعة الحكام أو أغلبهم لـ(تويتر) بوجود حسابات شخصية، وبالتالي الوصول للحكام وإزعاجهم بأقذع الكلمات صار سهلا وهذا يولد ردة فعل أقل ما فيها إرباك الحكم وإشغال ذهنه فيفقد تركيزه ويبقى في حيرة وتردد.
أتمنى أن يكون حراك مجلس اتحاد القدم قويا وسريعا لمصلحة اللعبة والتنافس الجميل.