منذ أن بدأ اسم نايف هزازي يلمع في سماء الكرة السعودية، ومنذ أن أصبح علامة فارقة على المستويين المحلي والعربي كنا ندعو الله عز وجل أن يرافق هذه النجومية الفذة في اللعبة الأكثر شعبية في العالم مجموعة صفات من الضروري أن يتمتع بها أي نجم في حله وترحاله، لأنه لم يعد ملك نفسه بل أصبح ملك الجماهير وعليه أن يتصرف بحذر، لأن كل خطوة منه محسوبة عليه حتى ولو دفع ضريبة ذلك.

والضريبة هنا ليست سهلة، وتحتاج إلى تفهم كامل لوضع النجم، لكنها بالتأكيد ستكون سنداً له في استمرار ألقه على المستوى الرياضي والاجتماعي.

وكما كل النجوم الكبار تابعنا خطواته وكنا نقف كثيراً عند كل حالة أو موقف يتعرض له هذا الشاب ونتمنى أن يتجاوزه دون أن يؤثر ذلك على مستواه أو على ثقة الجماهير التي تشجعه، وهو بالتأكيد قادر على أن يبصم حتى في الملاعب العالمية لو توفرت له فرصة الاحتراف الخارجي.

وطبعاً فإن مسؤولية الحفاظ على أمثال هذا اللاعب ليست مسؤوليته وحده بل مسؤولية المعنيين سواء في ناديه أو في المنتخب الوطني، لأنه يحتاج ليس إلى مدرب كفء فقط بل إلى مجموعة من المستشارين في كل المجالات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا الأمر يتطلبه الاحتراف أصلاً، ولا يمكن أن يستوي عمل اللاعب وعطاؤه إلا إذا توفرت له الظروف المناسبة، وكثير من اللاعبين سقطوا من أول الطريق لأنهم لم يحسنوا التعامل مع مفردات الاحتراف، وما زال عدد منهم مهيأ للسقوط على الرغم من قدراتهم البدنية، لأنهم تصوروا أن الرياضة لعب وفقط... ولنضرب مثالا ليس على سبيل الحصر:

هل كان محمد نور سيصل إلى ما وصل إليه من استياء الإعلام وبعض الجماهير المتابعة له لو كان يتصرف بناء على مشورة أهل الخبرة؟... هل كان سيصل إلى ما وصل إليه لو أن الحالة النفسية والمجتمعية له سليمة ومدركة حجم ضريبة النجومية؟

إذا كنا نريد البحث عن نجم متألق متصالح مع نفسه أولاً ومع جماهيره ثانياً يجب أن يكون هناك من يتابع خطواته بكل حب وغيرة ليعيده إلى جادة الصواب إن أخطأ، ليس فقط بالتهديد والوعيد لكن من خلال أناس يعرفون كيف يتعاملون مع الكلمة أولاً التي هي في أغلب الأحيان أحدّ من السيف عند من يقدّر نجوميته والضريبة التي عليه أن يدفعها للحفاظ على تألقه.