الطلاب يحضرون وأولياء أمورهم يتذمرون، كان هذا المشهد مسيطراً على أول يوم لتطبيق تقديم الدوام المدرسي في مدارس الرياض أمس بعد قرار وزارة التربية والتعليم ممثلاً في تعليم الرياض بالتنسيق مع إمارة منطقة الرياض بتقديم دوام الطلاب والطالبات إلى السادسة والنصف بدلاً من الموعد السابق الذي كان عند الساعة 7:45 دقيقة.
وعلى غير المتوقع، لم تشهد المدارس تأخرا لافتا للطلاب بحسب ما رصدته "الوطن" في بعض المدارس، وبحسب تأكيدات مسؤوليها الذين شكروا طلابهم خلال الإذاعة الصباحية على انتظامهم في موعد الدوام الجديد وعدم تسجيل حالات تأخر تذكر، متمنين أن يستمروا في هذا الانتظام خلال الأيام المقبلة، فيما طلبوا من الأعداد القليلة من الطلاب المتأخرين أن يبكروا في الدوام ابتداء من اليوم لتفادي العقوبات التربوية التي تطال المتأخرين عن الدوام المدرسي.
وخلال رصد "الوطن" للحركة المرورية في الطرقات وأمام المدارس خلال ساعات الصباح الأولى لوحظ حرص الكثير من أولياء الأمور وسائقي الحافلات المدرسية على "التبكير" في إيصال الطلاب والطالبات لمدارسهم للحاق بالموعد الجديد، في حين لم يكن هناك تأثير ملحوظ على حركة السير بعد دخول الطلاب لمدارسهم نظراً للازدحام المتواصل والطوابير الطويلة من السيارات في الكثير من الطرقات خاصة أمام الإشارات الضوئية، وسط مطالبات العديد من أولياء الأمور بإلغاء القرار الذي وصفوه بأنه مجحف في حقهم وطلبوا ألا تتم تجربة حلول الازدحام المروري في العاصمة على حساب أبنائهم وبناتهم.
وقال المواطن عبدالله المطيري إن تقديم الدوام عبء إضافي عليه كولي أمر حيث يتوجّب عليه التبكير في إيصال أبنائه إلى مدارسهم في أحياء متفرقة، مشيرا إلى أن الشتاء على الأبواب وسيتأخر وقت الفجر وحينها سيضطر أولياء الأمور للخروج من منازلهم فجرا لتوصيل أبنائهم إلى مدارسهم، وقد يكون ذلك في ظلمة الليل وسينتظر الطلاب والطالبات في أفنية مدارسهم وسط البرد القارس، مطالبا بإعادة النظر في هذا القرار وإن كان لابد منه فليتم تأخير دوام الموظفين 15 دقيقة ويعود دوام المدارس إلى موعده السابق.
ولفت المواطن محمد الشلوي إلى معاناة الموظفين في الوقت الفاصل بين إيصال أبنائهم لمدارسهم وبين بدء الدوام في الدوائر الحكومية؛ حيث يمتد الوقت لقرابة ساعتين وهو وقت مهدر يضطر لقضائه في الانتظار، فيما طالب المواطن ماجد العتيبي بإعادة النظر في هذا القرار وألا تكون حلول الازدحام المروري على حساب الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم، وأن تستبدل تلك الحلول بالتركيز على البنية التحتية للطرق والجسور والأنفاق وتشغيل وسائل النقل العام سريعاً للحد من الاختناقات المرورية، مقللاً من الفائدة المرجوّة من تقديم دوام المدارس بعد أن قال إنه لاحظ أمس أن الشوارع لا تزال مزدحمة كعادتها وليس هناك تأثير يمكن ملاحظته للقرار في أول يوم لتطبيق موعد الدوام الجديد.
يذكر، أنه لأول مرة في تاريخ المملكة يبدأ الطابور الصباحي الساعة والسادسة والنصف صباحا وهو ما تم تطبيقه داخل مدينة الرياض فقط، وسيشمل أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة للبنين والبنات بمراحلها الثلاث "الابتدائية والمتوسطة والثانوية" تضم قرابة مليون طالب وطالبة وقرابة 80 ألف معلم ومعلمة وإداري وإدارية.