.. بعد قضاء فترة مع مريضي، بدأت أحس أني أفقد شيئا ما، كنت أفقد الأمان والطمأنية التي يمتلكها مريضي حتى في أشد أوقاته، كنت أريد شعوره بالانتماء الذي يمتلكه حتى في الأوقات التي لم يمتلك أحدا إلى جانبه، حصلت على قائمة المساجد في مدينتي من سيدة عبر البالتوك، وذهبت ورأيت أحدهم، رأيت الصلاة وعندها لم أستطع حبس دموعي، ذهبت إلى المسجد كل يوم والإمام وزوجته قدما لي الكتب والأقراص، ورحبا بأي سؤال أسأله، كل سؤال كنت أطرحه في الجامع أو عبر البالتوك كان يجاب عنه بطريقة واضحة وعميقة، بحيث لا يستطيع أي شخص عدم تقبله، لم أمارس أبدا أي دين، ولكني كنت مؤمنة بوجود الرب فقط، ولم أكن أعرف كيف أعبده. في أحد الليالي كنت على البالتوك فخاطبني أحد المتحدثين، سألني إذا كانت عندي أي أسئلة فأجبت لا، فسألني إذا كنت سعيدة حول الإجابات التي كنت أبحث عنها، فأجبت بنعم، ثم سألني ما الذي يمنعني من تقبل الإسلام فلم استطع الإجابة، وذهبت إلى الجامع لمشاهدة صلاة الفجر فسألني الإمام نفس السؤال فلم أستطع الإجابة، بعدها ذهبت لمراعاة مريضي وعندما كنت أطعمه نظرت إلى عينيه، ثم أدركت أن هذا الرجل قد جلب لي لسبب، والمانع الوحيد من تقبل الدين كان الخوف، ليس الخوف من شيء سيئ، ولكن الخوف أن أمتلك شيئا جيدا، وأعتقد أني لا أستحقه مثل هذا الرجل، وفي ظهر ذلك اليوم ذهبت إلى الجامع وسألت الإمام إذا كنت أستطيع الإعلان عن إسلامي، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟، ساعدني في قولها وأرشدني فيما علي فعله لاحقا، لا أستطيع وصف الإحساس الذي شعرت به بعد قولها، كان مثل شخص قد أيقظني من سبات، وجعلني أرى كل شيء بوضوح أكثر، كانت فرحة ساحقة وصفاء، والأهم من ذلك كله سلاما. أول شخص قلت له عن إسلامي لم يكن أخي بل مريضي، ذهبت إليه وقبل أن أقول أي كلمة بكى وابتسم إلي، عندها انهرت أمامه، كنت أدين له كثيرا، بعدها عدت إلى البيت ودخلت على البالتوك وهناك رددت الشهادة، جميعهم ساعدوني كثيرا مع العلم أني لم أر أي شخص منهم، أحسست بأنهم أقرب لي من أخي، أخيرا اتصلت بأخي وأخبرته عن إسلامي رغم أنه لم يكن سعيدا، دعمني وقال إنه سيكون بجانبي، لم أستطع طلب المزيد، وبعد الأسبوع الأول من إسلامي توفي مريضي أثناء نومه بينما كنت أرعاه ـ إنا لله وإنا إليه راجعون ـ توفي بهدوء علما أني كنت الوحيدة بجانبه، كان بمثابة الأب الذي لم أمتلكه، وكان أيضا سبب دخولي إلى الإسلام، وسأدعو له ما حييت.
انتهى كلام كايسي، الذي نقلته حرفيا من تسجيل صوتي لها متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووصلني للتو وفي نهاية التسجيل كتب موزعو المقطع عبارة تقول "توفيت أختنا كايسي في شهر أكتوبر 2010، بعد أن تحدثت مع شقيقها عن الإسلام، وشقيقها دخل الإسلام.. أدعو الجميع إلى طريق الله بالحكمة والوعظ الحسن".
أعلم أن القصة قد حدثت قبل ثلاث سنوات، ولكنني متأكد أن كثيرين مثلي لم يسمعوا بها إلا للتو، ولهذا في سردها عبرة لنا، خاصة لمن يجدون حرجا في التمسك بتعاليم الإسلام أمام غير المسلمين.