في جريمة هي الأولى من نوعها بمنطقة جازان، قتل طالب معلمه للتربية البدنية داخل الفصل الدراسي بمدرسة "عثوان" المتوسطة والثانوية ببني مالك التابعة لإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا أمس. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان العقيد عوض القحطاني لـ"الوطن" أمس، أن المعلم توفي متأثر بجراحه بعد أن تلقى طعنات بآلة حادة من أحد طلاب المدرسة، قبل وصوله مستشفى بني مالك العام، فيما قبض على الجاني وتم تكوين فريق تحقيق جنائي للوقوف على ملابسات القضية. إلى ذلك توجه مدير التربية والتعليم بمحافظة صبيا أحمد بن علي ربيع، بعد الحادثة مباشرة لمستشفى بني مالك حيث يرقد جثمان المعلم المغدور، يرافقه مساعده للشؤون المدرسية علي الذروي. وقال ربيع في تصريح إلى"الوطن" أمس، إن المعلم ـ رحمه الله ـ من أميز المعلمين خلقا وعلما، ومضى عليه في تعليم صبيا نحو خمس سنوات معلما للتربية البدنية.
وعن الأسباب التي قادت الطالب لارتكاب جريمته، بين ربيع أن الجهات الأمنية والمختصة ما زالت تحقق في كل نواحي القضية لكشف ملابساتها، مؤكدا أن المسؤولين بتعليم صبيا يعملون الآن على ترتيب الأوضاع لاستقبال ذوي المعلم، سائلا الله لهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بالمغفرة والرحمة.
وعن تفاصيل وقوع جريمة القتل، أوضحت مصادر مطلعة لـ"الوطن"، أن الطالب كان في الفصل لحظة اعتدائه على المعلم، وكان يجلس في مقاعد الصف الثالث داخل الفصل أي على بعد صفين من المعلم، ونفت تلك المصادر ما كان أشيع عن اعتداء الطالب على أحد عمال المدرسة قبل ارتكاب جريمته بقتل المعلم داخل الفصل الدراسي. وأكدت المصادر أن الطالب كان عنيفا في مهاجمته للمعلم بالسكين، مما صعب الموقف على زملائه المعلمين عند محاولتهم إيقافه أثناء الاعتداء. فيما أكدت مصادر طبية لـ"الوطن"، أن المعلم تلقى ثلاث طعنات منها اثنتين في الفخذ، ونظرا لطول المسافة ووعورتها بين المدرسة ومستشفى بني مالك، والتي تبلغ نحو 20 كلم فقد تعرض المعلم معها لنزيف حاد فقد معه كمية كبيرة من دمه وفارق الحياة قبل وصوله المستشفى. يذكر أن المعلم من أهالي الطائف، ووالده متوفى، ومتزوج وله عدد من الأطفال، وله أشقاء أحدهم طيار وهو الآن في طريق عودته من خارج المملكة.