ظل الاتحاد السعودي لكرة القدم سنوات طويلة بعيدا عن اتحاد غرب آسيا، رغم العلاقة الجيدة بين رئيس الاتحاد ومسؤولي الكرة السعودية آنذاك، وعندما قرر الانضمام أخذت الدراسة أكثر من سنتين حتى أعلن انضمامه رسميا، وبدأ يشارك في بطولاته التي تحولت أخيرا إلى بطولات أولمبية بقوة المال، التي منعت لاعبي الأندية الكبيرة من المشاركة في البطولة الأخيرة في قطر.

ويبدو لي أن المسؤولين السعوديين "الأمير سلطان والأمير نواف" كانا على حق في عدم رغبة الانضمام والدخول في معترك جديد للمشاركات، وهم يعانون من كثرتها دون اتحاد غرب آسيا.

دورة الخليج واتحاد غرب آسيا مشكلتان كبيرتان تؤرقان المسؤولين الكرويين في منطقة الشرق الأوسط، فدورة الخليج عمرها تجاوز الـ45 عاما، وأهلها لا يريدون تركها تقديرا لتاريخها وإسهامها في بداية عصر النهضة "المنتخباوية" للاتحادات الخليجية العربية، رغم اقتناعهم التام أن القيمة الفنية كمردود على المنتخبات لم تعد كما كانت سابقا، وهي البطولة الوحيدة في العالم التي ليس لها مرجع شكلي مثل اتحاد أو رابطة أو لجنة ومرجعيتها فقط لأصحاب السمو والسعادة رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية!!.

أما اتحاد غرب آسيا، فهو معضلة في حلق الدول التي أسهمت في تأسيسه وتورطت الآن في البحث عن الاعتراف به من قبل الاتحاد القاري، كما تورطت في بطولاته وفي عمله لكونه حملها أعباء جديدة.

لذلك أعود لاقتراحي القديم، وهو حمل ملف بطولة دورة الخليج العربي إلى الفيفا وشرح ظروف وملابسات البطولة والرغبة في استمرارها دون معوقات، وأنا على يقين تام أن الفيفا سيقدم حلولا عملية، أما اتحاد غرب آسيا، فإنني أتمنى أن يتخصص في البطولات السنية، وتكون تحت العمر الدولي بعام، فمثلا يقيم بطولات تحت 19 وتحت 16 ويقيم مهرجانات لما دون ذلك، أما إقامة بطولات عرجاء دون مشاركة كل اللاعبين الدوليين فهذه مضيعة للوقت، وتعطيل لمسيرة المسابقات المحلية وزيادة حجم المشاركات دون فائدة حقيقية لا فنية ولا تنظيمية ولا إدارية.

أنا شخصيا مع التوسع في عدد ممارسي كرة القدم في المنطقة، والتوسع في زيادة البنية التحتية والتجهيزات والتطوير التقني والفني والإداري للعبة، ولكن أعباء هاتين البطولتين على معظم الاتحادات الخليجية وغرب آسيا، يجعل الجميع مطالبا بالجلوس على طاولة واحدة، وإعادة دراسة الوضع العام وبعمق شديد، والاستفادة من الخبراء الحقيقيين الكرويين في المنطقة، ومخاطبة الاتحاد القاري والدولي؛ للوصول إلى حل ناجع يقضي على مرحلة التردد والفوضى والمجاملة والدخول إلى مرحلة جديدة من الجدية والتنظيم وترتيب الأولويات.

إقامة المسابقات في كرة القدم بوضعها الحالي، التي تحولت من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف، يحتاج إلى روية وهدوء ودراسة للوصول إلى أهداف حقيقية ملموسة من إقامة أي دورة أو بطولة أو مسابقة.