يطل منتخبنا الأولمبي مساء اليوم شامخا في نهائي بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 22 سنة، في إنجاز ولد من رحم المعاناة.. معاناة الوطنية التي يتشدق بها بعض مسؤولي أنديتنا عبر الفضائيات، وينسونها على أرض الواقع.
هذه البطولة التي تقام حاليا في مسقط كشفتهم خللا كبيرا يتطلب المعالجة.
قصة هذه البطولة بدأت باجتماعات مع كل الأندية من قبل الجهازين الفني والإداري، وتم الاتفاق على انضمام عدد من اللاعبين للمنتخب الأولمبي، وتنازل الجهاز الفني للمنتخب عن عدد آخر لمصلحة الأندية بناء على رغبتها.
بعد أن وصل الدوري السعودي لمنعطفات مهمة، تنصلت الأندية من الاتفاق، ورفضت انضمام لاعبيها، فافتقد المنتخب 25 لاعبا، وسافر إلى مسقط ببعثة ناقصة، ودون استعداد، وعندما بدأت البطولة لم تهدأ جوالات الجهازين الفني والإداري، وهي تتلقى اتصالات مسؤولي الأندية لاستعادة لاعبيها، وعندما عجزت عن إعادتهم بطرق ودية ذهب البعض منها إلى تحريض اللاعبين وتهديدهم لترك المنتخب وهو في غمار البطولة والعودة لتمثيل النادي.
وتبقى المصيبة الكبرى، أن بعض الأندية أغضبها تأهل المنتخب في كل دور وكانت قمة الغضب عند التأهل للنهائي الآسيوي.
هذه باختصار قصة الوطنية التي يتشدقون بها أمام كاميرات الفضائيات.
السؤال الأهم، أين هذه الأنظمة والقوانين التي تطبقها الأندية بحذافيرها طوال العقود الماضية وقبل انتخاب اتحاد القدم الجديد؟!
بقي أن نرفع القبعة احتراما وتقديرا لأعضاء المنتخب الأولمبي، سواء أجهزة إدارية بقيادة المشرف صالح أبو نخاع، أو الجهاز الفني بقيادة خالد القروني، فقد صنعوا منتخبا من رحم المعاناة، وألجموا مدعي الوطنية، ولم يقفوا عند العوائق بل فكروا في كيفية تحقيق إنجاز باسم الوطن، وأعتقد أن مجرد وصولهم إلى النهائي إنجاز حتى لو كانت البطولة تجريبية.