وضعت برامج التواصل الاجتماعي المشاهير تحت عدسة المجهر، مما زاد هوس المراهقين في مراقبة أخبارهم وتحركاتهم، الأمر الذي أثار الباحثين في علماء النفس الذين تفاوتت تحليلاتهم ما بين الهوس والمرض النفسي المؤدي للاكتئاب والقلق، والإصابة بأمراض ذهنية "اضطرابات في النشاط السلوكي العقلي"، إلى حد الاعتقاد بأن هناك صلة وثيقة تربطهم بنجم معين، بل يمكن أن يقود هذا الهوس في مرحلة ثانية إلى حالة مرضية غير ثابتة وتصل إلى إيذاء أنفسهم وهذا الفعل نادر، حيث أكد الباحثون أن نسبة هؤلاء لا تتجاوز 1%، وعند البعض تكون مجرد فترة وجيزة خلال فترات المراهقة أو يكون مجرد تقليد من المحيط الخارجي.
أبرار وهي طالبة جامعية، تؤكد أن الإنترنت سهل ويسر للمعجبين والمعجبات حصولهم على أخبار المشاهير وصورهم، مما زاد هوس الفتيات في البحث عنهم ومحاكاتهم، وأصبح حديث الفتيات عنهم بشكل مستمر، وما يلفت النظر أن البعض منهن أصبحن مخزن أخبار عن كل المشاهير، إلى جانب انضمامهن لصفحاتهم الخاصة عبر الشبكات الاجتماعية "فيسبوك" و"تويتر"، وبوحهن بمشاعرهن لتلك الشخصيات، ولم يقتصر الأمر على شخصيات عربية فقط، بل إن هناك الكثير من الشخصيات الأجنبية التي ظهرت واشتهرت في مجتمعنا، كـ"شاروخان" و"ليدي جاجا" و"هيرتك روشان".
فيما تشير جيهان "طالبة جامعية" إلى أنّ وسائل الإعلام ونشرات الأخبار المختصة بالمشاهير لها دور كبير في تفشي ذلك الأمر، مضيفةً أن للشبكة العنكبوتية دور في الحصول والتعرف على كل ما تريده الفتيات عن تلك الشخصيات، فهنّ لا يتوقفن على صورة أو معلومات، بل على الخبر الجديد الذي يتعلق بذلك المطرب أو الممثل، فالإنترنت سبب رئيسي في ذلك التعلق، مضيفة بأن التربية تساعد بشكل إيجابي أو سلبي في الحد من هذه الظاهرة، كما أن توعية المدارس غير كافية بهذا الأمر، مستشهدة في ذلك بكتابة الطلبة أسماء المشاهير على الحائط، وعلى المرافق ولبس ألوان الفرق الرياضية المفضلة، بالإضافة إلى تقليد هؤلاء المشاهير في العديد من سلوكياتهم".
من جهتها، أكدت الاختصاصية النفسية نوف الحكمي أن عيادتها الخاصة سجلت أرقاما خيالية خلال سنة من مراهقين وأسرهم، تعدت حالتهم التعلق الطبيعي، وأصابتهم بأمراض نفسية. وأضافت: "يحاول المريض أن يكون نسخة مشابهة لنجمه المفضل، بقصة الشعر واللبس وأسلوب الحديث وغير ذلك".
وأضافت: "هذا مرض نفسي خطير، ولنا في التعصب الرياضي خير برهان، وسط انتقاد خفي من المجتمع على بعض التصرفات، ومن الحالات الغريبة جدا طلب استشارة أسرة في كيفية التصرف مع ابنهم الذي اعتنق ديانة أخرى تشبها بلاعبه المفضل، وهنا يلزم التدخل بشكل سريع مدعوم من جهات مختصة وبتوعية إعلامية كبيرة".
وبينت الحكمي: "المراهق في هذا السن اختياراته ركيكة، وباستطاعة الأسرة التأثير بشكل غير مباشر فيها، ومحاولة لفت انتباهه إلى قدوة حسنة، يتمثل بها وتكون محفزة له، مع المراقبة المستمرة له ولأقرانه، ومنعه إن لزم الأمر من بعض التقليعات الغريبة مثل خرم الشفاه، وتركيب قطع معدنية على العين، وإضافة المساحيق المضرة، وارتداء الملابس التي تسيء للقيم الاجتماعية والدينية بشكل مقصود".