كشف تقرير جديد أعدته مؤسسة "راند" الأميركية للأبحاث عن خمسة خيارات لدى الجيش الأميركي في التدخل العسكري في سورية باستخدام القوة الجوية، وحذَّر من أن تدمير القوة الجوية السورية أمر ممكن من الناحية العملية، لكن فائدته في حماية المدنيين ستكون هامشية. تأتي دراسة راند في وقت وجهت فيه اتهامات للحكومة السورية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة، وهي اتهامات تسببت بتوجيه تهديد بعمل عسكري ضد سورية من الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.
يقول التقرير إن هناك خمس مهمات يُمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة وشركاؤها في الضربة العسكرية لتحقيق هدف حماية المدنيين، تضييق أو احتواء الصراع، أو تغيير مسار الحرب الأهلية، هذه المهمات هي:
1-إلغاء القوة الجوية السورية من خلال فرض حظر جوي فوق سورية، أو من خلال تدمير القوة الجوية السورية. وجود قواعد جوية قريبة في تركيا وأماكن أخرى يجعل هذه المهمة سهلة نسبياً للولايات المتحدة وحلفائها. إلغاء القوة الجوية السورية سيكون له تأثير هامشي مباشر على حماية المدنيين في سورية، حيث إن غالبية الضحايا سقطوا على يد القوات الأرضية في الصراع في سورية.
2-تحييد قوات الدفاع الجوي الكثيفة القديمة التي تملكها سورية، وهذا أمر تستطيع القوات الأميركية أن تفعله بسهولة نسبية أيضاً. تتألف الدفاعات الجوية الموحدة التي تملكها سورية بشكل رئيسي من رادارات تعود لسبعينات القرن الـ20 ومن صواريخ أرض-جو استطاع الطيارون الأميركيون أن يتفادوها في العراق وصربيا. يبدأ هذا بقصف مكثف بصواريخ "الكروز" ضد القواعد الجوية السورية وأنظمة الدفاع الجوي، يتبعها مطاردة طويلة للصواريخ المتنقلة. لكن مثل هذا العمل يتم عادة لتسهيل عمليات أخرى وليس غاية بحد ذاته.
3-إقامة مناطق آمنة يستطيع المدنيون السوريون أن يتمتعوا داخلها بالحماية من الهجمات الجوية والقصف المدفعي والهجمات الأرضية المباشرة. وسيتطلب حماية المدنيين في هذه المناطق قوات ذات كفاءة عالية على الأرض. إذا لم تقم الولايات المتحدة وحلفاؤها بتوفير هذه القوات، سيكون على المعارضة السورية تأمينها، مع تأمين غطاء جوي لها. 4-تمكين قوات المعارضة من هزيمة القوات النظامية باستخدام القوة الجوية بنفس الطريقة التي استخدمت في أفغانستان عام 2001.
5-منع قوات النظام من استخدام الأسلحة الكيماوية باستخدام القوة الجوية لضرب مخزونات الأسلحة الكيماوية في سورية وأنظمة توصيلها.