موظّف في مؤسسة حكومية يحمل مسمى "مدير العلاقات العامة" اطلّ برأسه من نافذة إدارته ملوحاً بيده ومهددا بالويل والثبور وعظائم الأمور لكل من تسول له نفسه نشر الأخبار التي تخص المؤسّسة من دون الرجوع لإدارة العلاقات العامّة فيها، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالمشاريع التنموية والتطويرية..!
هذا الموظف ـ شدّد وفقاً للزميلة "الحياة" التي نشرت التحذير الخطير ـ على أهمية الحصول على أخبار هذه الإدارة من مسؤوليها المسموح لهم بالإدلاء بالتصريحات الصحفية!
بعيداً عن هذا الخطاب ـ الذي تقول الصحيفة إنه مليء بالأخطاء اللغوية والإملائية والتجاوزات المهنية! ـ أقول: إن هناك مديري علاقات عامّة يستحقون الشكر، لأنهم أضافوا حضورا للأجهزة التي يعملون بها.. والأمثلة كثيرة..
وهناك أشخاص في عالم آخر، وهؤلاء أكثر من مشاهدي برنامج حليمة بولند!
وهناك أناس أجبروا على النوم مبكّراً ـ أبرزهم زميلنا العزيز المخضرم الدكتور خالد مرغلاني، والذي دخل بياتا غريبا عجيبا، مثيرا للفضول؛ وهو الذي كانت ردوده تملأ الصحف في يوم من الأيام ـ وهناك فئة ثالثة أساءت للأجهزة التي تعمل بها فأصبحت تحطم كل جسور التواصل مع الآخرين!
يفترض بالأجهزة الخدمية التي تتماس مع حياة الناس بشكل مباشر أن تحرص على انتقاء أشخاص لهم حضور إعلامي أو على الأقل لديهم خبرات إعلامية سابقة.. الإيمان بالرسالة الإعلامية ينبع من رأس الهرم في المؤسسة.. إن كان رأس الهرم ـ أياً كان وزيرا أم مديرا عاما ـ يؤمن بدور الصحافة تجده يفتح لها قلبه قبل مكتبه.. وإن كان يخشى الصحافة أو لا يلقي لها بالاً ـ لأن ظهره عريض أو لأن أخطاءه عريضة ـ فتجده يسدّ أذنيه ويغمض عينيه، ويلزم مدير علاقاته أو المتحدث باسم وزارته بالنوم المبكر.. و:" دوها يا دوها.. والكعبة بنوها.. والزمزم شربوها.. سيدي سافر مكة.. جب لي زمبيل كعكة"!
أهم شيء في الموضوع الكعكة!